Gharib Quran
غريب القرآن لابن قتيبة
Investigator
أحمد صقر
Publisher
دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)
﴿وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ﴾ فتقاتلوا فيه.
﴿وَلا الْهَدْيَ﴾ وهو ما أُهْدِي إلى البيت. وهو من الشَّعَائِر. وإشْعَارُه أن يُقلَّد ويُجَلَّلَ ويطعن في سَنامه ليعلم بذلك أنه هَدْيٌ. يقول: فلا تستحلوه قبل أن يبلغ محلّه.
﴿وَلا الْقَلائِدَ﴾ وكان الرجل يقلِّد بعيره من لِحَاء شجرِ الحرم فيأمن بذلك حيث سلَك.
﴿وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾ يعني العَامِدِين إلى البيت. واحدهم آمٌّ.
﴿يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ﴾ أي يريدون فضلا من الله، أي رزقًا بالتجارة.
﴿وَرِضْوَانًا﴾ بالحج.
﴿وَإِذَا حَلَلْتُمْ﴾ أي خرجتم من إحرامكم.
﴿فَاصْطَادُوا﴾ على الإباحة.
﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ أي لا يكسبنكم. يقال: فلان جارم أهله: أي كاسبهم. وكذلك جَرِيمَتُهُمْ (١) وقال الهُذَلِيّ ووصف عقابا:
جَرِيمَة نَاهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ ... تَرَى لعِظَامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبَا (٢)
والناهض: فرخها. يقول هي تكسب له وتأتيه بِقُوتِه.
(١) راجع تأويل مشكل القرآن وهامشه ٤١٨.
(٢) البيت لأبي خراش الهذلي، كما في المعاني الكبير لابن قتيبة ١/٢٨٠ واللسان ٢/١٦، ١٤/٣٥٩ وهو في وصف عقاب شبه فرسه بها وقبله:
كأنى إذا غدوا ضَمَّنْتُ بَزِّي ... من العقبان خائِتَةً طَلُوبا
بزي: سلاحي: عقابا خائتة: أي منقضة. يقول: كأن ثيابي حين غدوت على عقاب من سرعتي - خائتة تسمع لجناحها صوتا إذا انقضت. جريمة: كاسبة. والنيق: أرفع موضع في الجبل. والصليب: الودك. ونقل في اللسان ١٤/٣٥٩ عن الأزهري أنه قال في هذا البيت: "يصف عقابا تصيد فرخها الناهض ما تأكله من لحم طير أكلته وبقي عظامه يسيل منها الودك".
1 / 139