Gharamiyyat Catullus
غراميات كاتولوس: فطحل شعراء الغزل الرومان
Genres
كانت القصيدة الحادية والخمسون هي أول القصائد التي كتبها كاتولوس في حبيبته كلوديا، وفيها يصف مشاعر المتعبد المتحمس في حضرة معبوده، وهي ولا شك تعبر تعبيرا صريحا عن عواطف وخلجات صادقة . ويحتمل أن فارق السن والشباب هو الذي دفع كاتولوس إلى اقتباس آراء وكلمات شاعر آخر واستخدامها لتحقيق مآربه. فهذه القصيدة محض ترجمة لإحدى أشعار سافو
Sappho
الخالدة، وهي من حيث الشكل ناجحة كأي ترجمة يمكن أن تتم لقصيدة من قصائد سافو، وهي في كلمات أخرى فشل كان للقضاء والقدر دخل كبير فيه. أما عن الفكرة فيحتمل أن كاتولوس قد تعذر عليه أن يلمس أن نوع حب سافو لصديقها يختلف تمام الاختلاف عن حبه هو لكلوديا، ولكنه يرى أن الأصل قد كتب لفتاة من ليسبوس
Lesbos ، ومن ثم فهو يزج بالاسم «ليسبيا» الذي راح يستخدمه في جميع أشعاره كاسم مستعار لحبيبته.
ويحق لنا أن نفترض أن هذه القصيدة الأولى في التودد والتقرب كانت كافية لكي تغمر قلب السيدة بالغبطة والسرور. ولقد سمح للشاعر أن يتعرف إليها وأن يتقرب منها، ومن ثم فإن القصيدة التالية قد صدرها الشاعر بذكر عصفور حبيبته الأليف الذي اعتادت أن تتركه يقفز على نحرها وفي حجرها. ولعل هذه القصيدة هي التي جعلت مارتيالوس
Martialus
يسمى كاتولوس «مؤلف قصيدة العصفور».
أما حياة العصفور فقد جعلت كأقصر ما يكون، شأنها في ذلك شأن عواطف كلوديا نفسها. وفي القصيدة الثالثة التي ملأها الشاعر بألفاظ التصغير وتعبيرات الاغراء والتقدير، سجلت وفاة العصفور المسكين.
فهذه القصائد الثلاث الأولى التي يحتمل أن يكون كاتولوس قد كتبها في فيرونا، لا تظهر كاتولوس إلا كمعجب متحمس وكمحب بريء ساذج.
أما في قصيدة «القبلات» وفي قصيدة «الدعوة إلى الحب» المحتمل كتابتهما في روما، حيث كان الشاعر قد تبع كلوديا في عام 61ق.م. فإن كاتولوس يبدو فيهما في شخصية المحب الذي حظي حبه بالقبول، كما أنه قد عبر فيهما أحسن تعبير عن سرور الشاب الولهان الغارق في الحب إلى الآذان.
Unknown page