219

Gharaib Tafsir

غرائب التفسير وعجائب التأويل

Publisher

دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، مؤسسة علوم القرآن - بيروت

قوله: (أن يصلحا بينهما صلحا)

(1) .

أي في أن يصلحا، وقرىء: "يصالحا" بالوجهين، بضم الياء من

أصلح، تقول: أصلح الرجلان بينهما، وبالفتح والتشديد من تصالح، والأكثر فيه أن يقال تصالح الرجلان من غير لفظ بين، و (صلحا) نصب على المصدر في القراءتين، وله وجهان:

أحدهما: أنه أقيم مرة مقام إصلاح، ومرة مقام تصالح، كما يقام مصدر أصل مقام مصدر أصل آخر إذا اشتركا في أصل التركيب.

والثاني: أن فعله مقدر معه، أي فيصلح الأمر صلحا.

كقوله: (أنبتكم من الأرض نباتا) .

وذهب أبو علي في الحجة أن (صلحا)

مفعول به قال: كما تقول: أصلحت ثوبا، وقال: تفاعل قد جاء متعديا.

وأنشد في الآية وفي قوله: (تساقط عليك رطبا) ، أبياتا منها قول امرىء

القيس:

ومثلك بيضاء العوارض طفلة

لعوب تناساني إذا قمت سربالي

أي تنسيني.

الغريب: يحتمل أن يكون بينهما المفعول به أن يصلحا فراقهما.

وصلحا نصب على المصدر، وكذلك في القراءة الأخرى.

قوله: (فليغيرن خلق الله) .

Page 308