226

كرامات : ينال فضل المتعلمين ، وكان محبوسا من الذنوب ما دام جالسا عنده ، وإذا خرج من منزله طلبا للعلم نزلت الرحمة عليه ، وإذا جلس في حلقة العلم فنزلت الرحمة عليهم حصل له منها نصيب ، وما دام يكون في الاستماع تكتب له طاعة ، إذا استمع ولم يفهم ضاق قلبه وانكسر فيكون في زمرة «

** أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي

طلب العلم. وقيل : ثلاثة لا ينبغي للشريف أن يأنف منها وإن كان أميرا : قيامه من مجلسه لأبيه ، وخدمته للعالم الذي يتعلم منه ، والسؤال عما لا يعلم ممن هو أعلم منه.

(واعلم) أن الله تعالى علم سبعة نفر سبعة أشياء : علم آدم الأسماء كلها ، وعلم الخضر علم الفراسة ( وعلمناه من لدنا علما ) [الكهف : 65] وعلم يوسف علم التعبير ( وعلمتني من تأويل الأحاديث ) [يوسف : 101] وعلم داود صنعة الدرع ( وعلمناه صنعة لبوس لكم ) وعلم سليمان منطق الطير ( علمنا منطق الطير ) [النمل : 16] وعلم عيسى عليه السلام علم التوراة والإنجيل ( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) [آل عمران : 48] وعلم محمدا صلى الله عليه وسلم الشرع والتوحيد ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) [النساء : 113] فعلم آدم كان سببا لحصول السجدة والتحية ، وعلم الخضر كان سببا لوجود تلميذ مثل موسى ويوشع ، وعلم يوسف لوجود الأهل والمملكة ، وعلم سليمان لوجدان بلقيس والغلبة ، وعلم داود للرياسة والملك ، وعلم عيسى لزوال التهمة عن أمه ، وعلم محمد صلى الله عليه وسلم لوجدان الشفاعة. ثم نقول : من علم أسماء المخلوقات وجد تحية الملائكة ، فمن علم ذات الخالق وصفاته أما يجد تحية الملائكة بل تحية ربه ( سلام قولا من رب رحيم ) [يس : 58] والخضر وجد بعلم الفراسة صحبة موسى ، فأمة محمد بعلم الحقيقة يجدون صحبة محمد صلى الله عليه وسلم ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ) [النساء : 69] ويوسف بتأويل الرؤيا نجا من حبس الدنيا ، فمن كان عالما بتأويل كتاب الله كيف لا ينجو من حبس الشبهات ( ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) [يونس : 25] وأيضا فإن يوسف عليه السلام ذكر منة الله على نفسه حيث قال ( وعلمتني من تأويل الأحاديث ) [يوسف : 101] فأنت يا عالم ، أما تذكر نعمة الله على نفسك حيث جعلك مفسرا لكلامه ، وسميا لنفسه ووارثا لنبيه وداعيا لخلقه وواعظا لعباده وسراجا لأهل بلاده وقائدا للخلق إلى جنته وثوابه ، وزاجرا لهم عن ناره وعقابه ، كما جاء في الحديث «

** العلماء سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة

الأزرق أنه قال لابن عباس : كيف اختار سليمان الهدهد لطلب الماء؟ قال : لأن الأرض له كالزجاجة يرى باطنها من ظاهرها. فقال نافع : الفخ يغطى له بأصبع من التراب فلا يراه فيقع

Page 228