246

وليس في هذا أنه اختلط أو تغير، ولو كان تغير لكان المهم ذكر ذلك لا مجرد ظن أنهم لقنوه، ويحتمل أنه كان يسكت عن قوله: ( ثم لم يعد ). حيث كان عند قوم ينكرون هذه الزيادة ولا يقبلونها، ثم ذكرها في الكوفة حيث رءاهم يقبلونها ولا ينكرونها، وهذا واضح لأن قوله: ( ثم لم يعد ) ليس في ذكرها ولا حذفها ما يغير معنى أول الحديث، فهي بمنزلة حديث مستقل لا يجب ذكرها مع أول الحديث، فهو بالخيار إن شاء ذكرها وإن شاء سكت عنها، فلا معنى لهذا الاعتراض عليه ولا أمارة للظن أنهم لقنوه فأما تصيد ابن حبان لدعوى الاختلاط من ذلك فهو أبعد، وإنما هي عادتهم يتصيدون لتضعيف الشيعة لغرض لهم في ذلك، وقد ظهر ذلك من ابن حبان لأنه قال في يزيد: وقد روى، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبي برزة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسمع صوت غناء فقال: انظروا ما هذا فصعدت فنظرت فإذا معاوية وعمرو يغنيان، فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (( اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، اللهم دعهما إلى النار دعا )).

أخبرناه محمد بن زهير أبو يعلى، قال: حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد. ا ه-.

ولم يذكر أن أحدا تركه، وقد أفاد ابن حجر في أول ترجمته في تهذيب التهذيب أنه أخرج له البخاري في التاريخ، ومسلم، والأربعة، فكيف يقول النسائي: متروك ويخرج له في سننه ؟! لأن النسائي أحد الأربعة.

وفي ترجمته وقال يعقوب بن سفيان: ويزيد وإن كانوا يتكلمون فيه لتغيره فهو على العدالة والثقة، وإن لم يكن مثل الحكم ومنصور.

وقال ابن شاهين في الثقات: قال أحمد بن صالح المصري: يزيد بن أبي زياد ثقة ولا يعجبني قول من تكلم فيه.

وقال ابن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في اخر عمره فجاء بالعجائب.

قلت: ابن سعد من كبار العثمانية فهو متهم في قوله اختلط، ولعل السبب أنه تجاذبه هو ومن أشبهه أمران، أمر يدعوهم إلى توثيقه، وهو أنه قد روى عنه أئمة المحدثين شعبة، وسفيان، والأعمش، وغيرهم كما مر.

Page 246