231

يعني أنه موضوع كأنه يعلم الغيب من هذه الجهة، ولكنه لا يرى [ من ] يصلح للحمل عليه إلا العدوي فتعين أنه هو واضعه، وثبت بذلك أنه مجروح وذلك المقصود من إيراده في ترجمة العدوي، وروى عنه حديثا آخر في ترجمته ليحقق جرحه بزعمه، فقال: وروى، عن أحمد بن عبده الضبي، عن ابن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: (( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نفرض ( كذا ) أولادنا على حب علي بن أبي طالب )). وهذا أيضا باطل، ما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا مطلقا، ولا جابر قاله، ولا أبو الزبير رواه، ولا ابن عيينة حدث به، ولا أحمد بن عبده ذكره بهذا الإسناد، فالمستمع لا يشك أنه موضوع. انتهى.

لم يذكر له إلا الحديثين ولعله قد انتقاهما لهذا الغرض من بين أحاديثه، وقد ادعا عليه ما يزيد على ألف حديث موضوع، وبهذا تعرف قدر تحامل ابن حبان على هذا الراوي وأضرابه وشدة حنقه عليهم وشدة إنكاره للفضائل، وإسناد حديث: (( النظر إلى علي عبادة )) من طريق عبد الرزاق له شاهد عند ابن المغازلي قال في المناقب ( ص 146 ): أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن تميم الفامي القاضي، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بمصر، حدثنا محمد بن حماد الطهراني، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه علي فقلت له: يا أبة أراك تكثر النظر إلى وجه علي. فقال: يا بنية سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى وجه علي عبادة )).

ورواه ابن المغازلي عن أبي القاسم عبد الله بن إبراهيم بسند آخر قبل هذا، فقال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني قدم علينا واسطا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن محمد بن حماد الطهراني، أخبرنا عبد الرزاق، إلى آخر السند والحديث.

Page 231