فلما سمع صوت الرجل يناديه جرد حسامه وهجم عليه وقال: ما بالكم؟ ماذا تريدون؟
فصاح فيه الفارس: تعال معنا إلى الأمير.
فقال: خسئتم أنتم وأميركم. وهجم عليهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار وقتل واحدا منهم. فتناولت سلمى سيف الرجل المقتول وشدت وسطها وهجمت وهي تفضل الموت بعد ذلك الفشل، وكان ابن عقيل ينظر إليها ويعجب بها ويقول لها: ارجعي يا سلمى، مالك ولهذا الخطر؟
أما هي فلم تصغ له، فضربت ضربتين ثم سمعت ابن عقيل يصيح: قتلوني قتلهم الله، فالتفتت وإذا بسيف أصاب فمه فقطع شفته العليا وسقطت ثنيتاه، لكنه لم يقتل، فهجم على الضارب فضربه على رأسه وثنى بأخرى على العاتق كادت تطلع على جوفه، وسلمى تناضل معه، فلما رأى القوم ذلك صعدوا إلى سطح البيت وجعلوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في القصب ويلقونها عليه، فلما رأى مسلم ذلك خرج من الدار بسيفه وهو يقول:
أقسمت لا أقتل إلا حرا
وإن رأيت الموت شيئا نكرا
أو يخلط البارد سخنا مرا
رد شعاع الشمس فاستقرا
كل امرئ يوما يلاقي شرا
أخاف أن أكذب أو أغرا
Unknown page