زرت في الشتاء الماضي (1340 / 1922) بعض أمهات مدن الأندلس، فأرادني غير واحد من الأحباب على أن أحدثهم بطرف مما شاهدت في ربوعها من بقايا حضارة العرب، فأجبتهم إلى رغبتهم، شاكرا حسن ظنهم، وقد رأيت أن أشفع مشاهداتي بشيء من مطالعاتي عن هذا القطر؛ ليتعرف القارئ من الغابر، وجه الحاضر، ويقيس في الجملة ما كان هناك في عهد أمتنا، على ما هو كائن اليوم في عهد غيرهم، أذكر ما أثره العرب في تل القاصية من حضارة، وأثلوه من مجد خالد على جبين الدهر، والسبب الذي به ارتفعت الأندلس حتى عدت أرقى مملكة في عهد شبابها، والأعراض التي عرضت لها، فهرمت فزال سلطانها، وتداعى عمرانها، وانذعر سكانها، وربما نفعت في الأخلاف سيرة الأسلاف، خصوصا في أرض لم يكتفوا بأن فتحوها؛ بل عمروها وتديروها، وحكموها، ومدارسة حياة الأجداد، تربي أخلاق الأبناء والأحفاد، يصيبون فيها حكمة بالغة، وموعظة حسنة، والتاريخ يلقن الفكر الجديد، وينير الطريف بالتليد، والله وارث الأرض ومن عليها.
وهناك ما رجعت إليه من الكتب والرسائل في تأليف الفصول التالية، ومنه تعالى أستمد المعونة، ومن الراسخين في العلم تصحيح ما عساهم يعثرون عليه من الهفوات: (1)
طبقات الأمم لصاعد الأندلسي (طبع بيروت). (2)
نفح الطيب للمقري (مصر). (3)
المعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي (ليدن). (4)
قلائد العقيان للفتح بن خاقان (مصر). (5)
مطمح الأنفس له (الآستانة). (6)
البيان المغرب في أخبار المغرب لابن عذاري (ليدن). (7)
الإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب (مصر). (8)
رقم الحلل له (تونس). (9)
Unknown page