في سبيل العقيدة الإسلامية

Abd al-Latif Soltani d. 1404 AH
148

في سبيل العقيدة الإسلامية

في سبيل العقيدة الإسلامية

Publisher

دار البعث للطباعة والنشر قسنطينة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م

Publisher Location

الجزائر

Genres

رسول الله ﷺ عن ذلك، وشكا له ما أصابه من ذلك العذاب، فقال له النبي ﷺ: (كيف تجد قلبك)؟ قال مطمئنا بالإيمان، فقال له النبي ﷺ: (إن عادوا فعد، وجاء في بعض الروايات عند البيهقي وغيره أنه سب النبي ﷺ تحت الضغط عليه بل وذكر آلهتهم بخير وشكا ذلك إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، ما تركت حتى سببتك، وذكرت آلهتهم بخير، فقال له: (كيف تجد قلبك؟) قال مطمئنا بالإيمان فقال له: (إن عادوا فعد) وفي هذا أنزل الله تعالى قوله «إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان». ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له - ظاهرا لا باطنا - أن يقبل ويفعل ما طلب منه فعله إبقاء على حياته، كما فعل عمار بن ياسر وله أن يمتنع عن إجابتهم لما طلب منه كما فعل بلال ﵁، فإنه أبى أن يعطي شيئا للمشركين، وهم يعذبونه ويفعلون به الأفاعيل، حتى أنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في ساعة اشتداد الحر، ويأمرونه بقول كلمة فيها ما يرضيهم، فيأبى عليهم هذا، ويقول لهم: أحد أحد، بل ويقول لهم: والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم لقلتها لكم زيادة في غيظكم وغضبكم. وبناء على ما سلف بيانه من موقف عمار بن ياسر مع معذبيه، قال المفسرون لكتاب الله: أن الآية السابقة: «من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن

1 / 153