250
خبر بسر[ (1) ]بن أرطأة وعياض بن غنم

قال: فبينما عياض بن غنم بالرهاء وقد فتحها ووضع الجزية عليها والناس آمنون والسوق قائمة إذ وقعت الصيحة، ففزع الناس وبادر عياض إلى سلاحه فلبسه وركب فرسه، ونادى في الناس، فلبسوا أسلحتهم واستووا على خيولهم وخرجوا من المدينة، فإذا عسكر لجب وراية بيضاء، فظن المسلمون أنهم من طاغية الروم، وإذا هم مدد وجه بهم يزيد بن أبي سفيان من الشام بكتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهم ألف رجل أميرهم يومئذ بسر بن أرطأة الفهري، فنزلوا وقالوا: أشركونا في المغانم، فقال: أما ما فتحه المسلمون وأحرزوا غنائمه فلا حق لكم فيه، وأما ما بقي من البلاد التي تفتح فأمرنا وأمركم فيه واحد، ما غنمنا من شيء فهو لنا ولكم، قال: فلم يرض القوم وغالظ بسر[ (1) ]بن أرطأة عياض بن غنم وتطاول عليه، فقال له عياض: أيها الرجل!اكفف عنا أذاك والحق بصاحبك، فما أغنانا عنك.

قال: فغضب بسر بن أرطأة ورجع إلى الشام وأصحابه، فخبر يزيد بن أبي سفيان بما كان من عياض.

قال: وكتب عمر إلى يزيد بن أبي سفيان أن إياك والتعرض إلى عياض بن غنم فيما يفعله، فإن عياضا له من الإسلام مكانا ينبغي لك ولنا أن لا نضيعه- والسلام.

وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عياض بن غنم الفهري.

ذكر كتاب عمر بن الخطاب إلى عياض[ (2) ]

[كتب أمير المؤمنين عمر، رضي الله عنه، رسالة لعياض بن غنم، بأنه قد بلغني أن يزيد بن أبي سفيان قد أرسل إليك مددا بقيادة بشر[ (3) ]بن أرطأة من الشام فأعدتهم من حيث أتوا وإن الغرض من إرسال هذا الجيش نحوك إنما كان من أجل إمدادك وزيادة عسكرك وجاهك وشأنك. ولكي يعلم العدو أن الأمداد متواترة إليك فتنكسر قلوبهم ويسارعون إلى طاعتك. فلا أعلم لما ذا رددت ذلك الجيش ويلزم أن [ (1) ]بالأصل: بشر. وما أثبتناه عن أسد الغابة 1/179 وبسر بضم الباء وسكون السين. واسم أرطأة (قيل أبي أرطأة) عمرو وقيل عمير. وقد صحح «بسر» في الخبر كله.

[ (2) ]من هنا سقطت العبارة من الأصل. وقد أثبتنا ترجمة النص الفارسي المأخوذ من المخطوطة الموجودة في مكتبة سالارجنك رقم 144 و145 تاريخ.

[ (3) ]كذا بالترجمة الفارسية، انظر ما مر بشأنه.

Page 254