172

نفسه(1) فسواه وعدله ونفخ فيه من روحه الذي هو نفسه. ، فظاهره خلق وباطنه حق. ولهذا وصفه بالتدبير لهذا الهيكل ، فإنه تعالى به "يدبر الأمر من السماء * وهو العلو ، "إلى الأرض * ، وهو أسفل سافلين ، لأنها أسفل الأركان كلها. وسماهن بالنساء وهو جمع لا واحد له من لفظه ، ولذلك قال عليه السلام حبب إلي من دنياكم ثلاث : النساء " ولم يقل المرأة ، فراعى تأخرهن في في الوجود عنه (2) ، فإن النسأة(3) هي التأخير قال تعالى " إنما النسيء زيادة في الكفر * . والبيع بنسيئة يقول بتأخير ، ولذلك(4) ذكر النساء. فما أحبهن الا بالمرتبة وأنهن محل الانفعال (5) . فهن له كالطبيعة للحق التي فتح فيها صور العالم بالتوجه الإداري والأمر الإلهي الذي هو نكاح في عالم الصور العنصرية ، وهمة في عالم الأرواح النورية ، وترتيب مقدمات في المعاني للانتاج . وكل ذلك نكاح الفردية الأولى في كل وجه من هذه الوجوه. فمن أحب النساء على هذا الحد فهو حب إلهي (104 -ب) ، ومن أحبهن على جهة الشهوة الطبيعية خاصة نقصه علم هذه الشهوة ، فكان صورة بلا روح عنده ، وإن كانت تلك الصورة في نفس الأمر ذات روح ولكنها غير مشهودة لمن جاء لامرأته - أو لأنثى حيث كانت - لمجرد(6) الالتذاذ ، ولكن لا يدري(7) لمن . فجهل من نفسه ما يجهل الغير منه ما لم يسمه هو(8) بلسانه حتى يعلم كما قال بعضهم

صح عند الناس أني عاشق

غير أن لم يعرفوا عشقي لمن

Page 218