111

مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله في تلك المدة عندها ، "قالت كأنه هو" وصدقت بما ذكرناه من تجديد الخلق بالأمثال (1) ، وهو هو ، وصدق الأمر، كما أنك في زمان التجديد عين ما أنت في الزمن الماضي . ثم إنه من كمال علم(2) سليمان التنبيه الذي ذكره في الصرح . فقيل لها "ادخلي الصرح " وكان صرحا أملس ولا أمت (3) فيه من زجاج . فلما رأته حسبته لجة أي ماء (4 ، " فكشفت عن ساقيها ". حتى لا يصيب الماء ثوبها. فنبهها (68 -1) بذلك على أن عرشها الذي رأته من هذا القبيل . وهذا غاية الانصاف . فإنه أعلمها بذلك إصابتها في قولها كأنه هو " . فقالت عند ذلك "رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان، : أي إسلام سليمان : "لله رب العالمين *. فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين ، وسليمان من العالمين . فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله ، بخلاف فرعون فإنه قال "رب موسى وهارون ، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه ، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال وآمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل " . فخصص ، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله " رب موسى وهارون ". فكان إسلام بلقيس إسلام سليمان إذ قالت " مع سليمان ، فتبعته . فما يمر بشيء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلك . كما نحن على الصراط المستقيم الذي الرب عليه لكون نواصينا في يده(5) ويستحيل مفارقتنا إياه . فنحن معه بالتضمين، وهو معنا بالتصريح،5 فانه قال " وهو معكم أينما كنتم " . ونحن معه بكونه آخذأ (6) بنواصينا

Page 157