ثم صرت إنسانا ذا عقل وعلم وإيمان، فانظر أي زهرة صار هذا الجسم الترابي؟
وإذا جاوزت الإنسان تصير - ولا ريب - ملكا، فتترك هذه الأرض إلى السماء.
جاوز الملكية أيضا، وادخل ذلك اليم لتصير قطرتك بحرا هو مائة بحر.
القضاء والقدر
وأما القضاء والقدر فجلال الدين يذهب فيه إلى الاختيار ويشتد على الجبرية:
اين چنين وآن چنان فردا كنم
أين دليل اختيار ست أي صنم
قولك افعل هذا وذاك غدا دليل الاختيار أيها الصنم.
وقد حكى في الجزء الأول قصة الوحوش والأسد التي في كليلة ودمنة، فبدأها بمحاورة بين الأسد والوحوش في الجبر والاختيار وانتهى بالمحاورة إلى ترجيح الاختيار. وهذه القصة مترجمة في الفصول الآتية.
تتجلى عظمة جلال الدين في المناداة بالاختيار، وحفز الناس إلى العمل والمسير قدما، بل هو يرى أن الحياة جهاد مستمر لا ينبغي أن يسكن المجاهد فيها ساعة.
Unknown page