15
فاربط على القلب وعليه اختمن، واملأه هواء كبر من لدن.
16
وساق الأسد البراهين على هذا النسق حتى عجز هؤلاء الجبريون عن الجواب. فترك الثعلب والأرنب والغزال، الجدل في الجبر والقيل والقال. وعاهدوا الأسد الهصور، ألا يناله من هذه البيعة محذور. وليأتينه نصيبه كل يوم بغير طلب وجهد. فكانوا كلما نالت القرعة واحدا منها ذهب إلى الأسد مسارعا. فلما دارت على الأرنب هذه الكاس صاحت: إلام هذا الجور؟
الصيد :
قد لبثنا هذا الدهر المديد، نبذل الأرواح في الوفاء بالعهود. فلا تسئ سمعتنا أيها العنود، اذهب اذهب إلى الأسد غير وئيد.
الأرنب :
مهلا مهلا أيها الأحباء؛ لتخلصوا بمكري من هذا البلاء. لتأمن بمكري أرواحكن، ويرث الأمان أولادكن. كذلك كل نبي في هذه الدنيا، دعا أمته إلى الخلاص من البلوى. عرفت طريق الخروج من الفلك بصائرهم، وإن ضؤلت في الأبصار مظاهرهم. رآهم الناس كإنسان العين صغارا، ولم يعرفوا لإنسان العين مقدارا.
الصيد :
أيها الحمار أرع سمعك، واجعل على قدر الأرنب صنعك
Unknown page