============================================================
الصرف فى "الفصول" :
خلط ابن معطى مسائل النعو بالصرف، كما هو الشأن فى جمهور المصنفات النحوية، لكنه عالج مسائل الصرف فى آخر كتابه، وهو منهج نراه سائدا فى كتب المتأخرين، ثم رأيناه يفرد فصلا فى آخر "الفصول" عن ضرائر الآشعار، عرض فيه لصرف ما لا ينصرف، ومسألة من الإبدال والحذف والزديادة، وقطع ألف الوصل، وفك المدغم ، وقصر الممدود ، والاجتزاء بالضمة عن
الواو، وتحريك ما يجب تسكينه، وتسكين ما يجب تحريكه ، والتقديم والتأخير ، والإدغام الشاذ.
ولا يخفى أن هذه المسائل إنما تعالج فى أبوابها من كتب النحو ، لكن ابن معطى هنا متأئر أبا النحو العربى سيبويه ، فقد جمع أبو بشر معظم هذه الضرورات الشعرية فى "الكتاب(1) " وصنع لها عنوانا ، قال : "هذا باب (4) ما يحتمل الشعر" ثم رأينا السيوطى ينحو هذا المنحى آيضا فى الهمع (1) .
ويلاحظ أن بعض هذه المثل التى أوردها ابن معطى ، إنما تعالج فى مصنفات البلاغيين ، وهو ما ذكره من التقديم والتاخير فى البيتين السائرين : وما مثله فى الناس إلا مملكا أبو أمه حي أبوه بقاريه
1-11 فأصبحت بعد خط بهجتها كان قفرا رسومها قلما فإن البلاغيين يوردون هذين البيتين شاهدا على التعقيد اللفظى، وقد دللت على مكانهما من كتب البلاغة فى حواشى تحقيق "الفصول) :
(1) الكتاب 26/1 -32 (2) ممع الهوامع 2 /155
Page 99