189

Fuṣūl fī al-daʿwa waʾl-iṣlāḥ

فصول في الدعوة والإصلاح

Publisher

دار المنارة للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

العبرة في هذا العدوان السخيف أن هذه المفتريات -على ظهورها ونتنها- ألقيت على صف عالٍ فيه قرابة أربعين طالبًا مسلمًا، فما أحسّ بها ولا أنكرها إلا بضعة طلاب، أنكروها بضعف وجادلوا فيها بجهد المُقِلّ، وقَبِلها الباقون جملة وتعصّبوا لها ودافعوا عنها.
أفليس في هذا دليل على أن نزع الدروس الدينية من مناهج التدريس ومن مواد الامتحانات العمومية قد حقق أغراض المستعمرين وأذناب المستعمرين، وأخرج جيلًا جديدًا جاهلًا بأصول الإسلام وعلومه وتاريخه، مجرَّدًا من الغيرة الإسلامية؟
إنه لم يبقَ إلا أن يُسمّى هذا الجيل جورج وميشيل وطنوس بدلًا من أحمد ومحمد ومحمود! وماذا تغني الأسماء؟ هل يدخل الرجل الجنة بورقة النفوس أو بشهادة الميلاد؟ وهل يصبح القط أسدًا بورقة تعلَّق في عنق القط مكتوب فيها أنه أسد؟
فإذا لم تعالَج هذه المسألة بصورة جدية سريعة، وإذا أضعنا هذه الفرصة الأخيرة، جاء وقت لا ينفع فيه العلاج، لأن المريض يكون قد مات! (١)

(١) أطلق علي الطنطاوي نداءه هذا في وقت مبكر ولمّا يستفحل الداء، فكان صرخةَ النذير العُريان. ثم شاء الله أن تتحقق النبوءة ويذهب هُتاف الصَّريخ بلا مُجيب، فضاعت الفرصة وجاء الوقت الذي لم يعد ينفع فيه علاج، ودفع الناس ثمن التخاذل والسكوت: نصف قرن من العناء والبلاء، وما زالوا يدفعون! انظر مقالة «رد على أدعياء البعثية» التي ستأتي في هذا الكتاب، و«الخواجة» المذكور في المقالتين واحد (مجاهد).

1 / 206