صاحت تسأله: «من أنت؟ ماذا تريد؟»
ردد آثوس لنفسه قائلا: «نعم، إنها هي.»
وأطلق معطفه، وخلع قبعته، وخطا نحوها قائلا: «أتعرفينني، يا سيدتي؟»
تقدمت ميلادي خطوة إلى الأمام، ثم تقهقرت إلى الخلف مذعورة وكأنها أبصرت أفعى.
تمتمت تقول وقد امتقع لونها: «الكونت دي لا فير!»
قال آثوس: «نعم، الكونت دي لا فير بشخصه؛ زوجك! فلنقل كما قال الكاردينال منذ لحظة قصيرة: اجلسي ودعينا نتحدث.»
جلست ميلادي مرتعبة، ولم تستطع أن تنبس ببنت شفة.
قال آثوس: «لم يدر بخلدي قط أن توجد امرأة شريرة مثلك! ها قد اعترضت طريقي مرة أخرى. ظننتك شنقت وتخلص العالم منك. لكن يبدو أنني كنت مخدوعا، إلا إذا كنت قد عدت إلى الحياة ثانية من الجحيم!»
رفعت ميلادي رأسها حين سمعت هذه الألفاظ التي ذكرتها بأحداث الماضي الأليمة.
استطرد آثوس، يقول: «نعم، منحتك الجحيم الحياة من جديد، ومنحتك ثروة واسما آخر، ولكنها لم تستطع أن تمحو عنك سواد روحك، ولا علامة العار من كتفك.»
Unknown page