ظل الرجل المجهول هادئا غير منزعج، وردد لنفسه: «اللعنة على هؤلاء الغسقونيين! ضعوه على حصانه الأصفر، وأرسلوه إلى حال سبيله.»
صاح دارتانيان بشجاعة: «ليس قبل أن أقتلك أيها الجبان!»
ووقف راسخا أمام مهاجميه الذين ظلوا يمطرونه بالضربات.
قال الرجل الوقور: «بشرفي، إن هؤلاء الغسقونيين يتصرفون بدون وعي! إذن استمروا فيما تفعلون، ما دام يريد هذا، فإذا ما كل، فسيصرخ معلنا بأنه نال كفايته.»
بيد أن الرجل المجهول لم يعرف ذلك الشخص العنيد، الذي كان عليه أن يتعامل معه؛ فلم يكن دارتانيان هو ذلك الرجل الذي يستسلم أو يطلب الرحمة. وعلى ذلك استمر القتال حتى سقط سيفه مكسورا بضربة عصا هائلة، وطرحته ضربة أخرى على رأسه أرضا مضرجا بالدم، فاقدا الوعي.
في تلك اللحظة، أقبل الناس من كل حدب وصوب إلى مسرح القتال؛ وإذ خشي صاحب الفندق العواقب، حمل الرجل الجريح إلى المطبخ، حيث أمر بغسل جراحه وتضميدها.
الفصل الثالث
ميلادي تقابل الرجل المجهول وتتلقى التعليمات
عاد السيد إلى حجرته، وأخذ يراقب الجموع من النافذة بقلق؛ إذ كان من الجلي أن عدم انصرافهم ضايقه.
سأل الرجل المجهول صاحب الفندق، الذي جاء ليستفسر عما إذا كان ضيفه قد لحقه أذى: «كيف حال هذا المجنون؟»
Unknown page