183

Uṣūl al-daʿwa wa-ṭuruquhā 3 - Jāmiʿat al-Madīna

أصول الدعوة وطرقها ٣ - جامعة المدينة

Publisher

جامعة المدينة العالمية

Genres

وجاء رجل إلى رسول الله ﷺ يسأله شيئًا من المال، وهو قوي معافى، فقال له الرسول ﷺ: «أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حلس -أي: كساء غليظ ممتهن- نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من ماء، فقال ﷺ: ائتني بهما، فأتى بهما، فأخذهما النبي ﷺ بيده، وقال: من يشتري هذين، قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال الرسول ﷺ: من يزيد على درهم درهمين أو ثلاثًا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، وقال له: اشتر بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا فائتني به، فأتاه به، فشدّ فيه رسول الله ﷺ عودًا بيده، ثم قال: اذهب فاحتطب، ولا أرينك خمسة عشر يومًا، ففعل، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله ﷺ: هذا خير من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلّا لثلاث: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع».
وسأل رجل رسول الله ﷺ: «أيّ الإسلام خير؟ فقال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»، وبينما النبي ﷺ في مجلس يحدّث القوم جاءه أعرابي فقال له: متى الساعة؟ فأجابه: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
وجاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: «يا رسول الله، ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبًا، ويقاتل حمية، فقال ﷺ: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ﷿).
وعن أسماء بنت يزيد قالت: دخلت أنا وخالتي على النبي ﷺ وعلينا أسورة من ذهب، فقال لنا: «أتعطيان زكاته؟ قالت: فقلنا: لا، فقال: أما تخافان من أن يسوّركما الله أسورة من نار، أديا زكاته».

1 / 205