158

Uṣūl al-daʿwa wa-ṭuruquhā 3 - Jāmiʿat al-Madīna

أصول الدعوة وطرقها ٣ - جامعة المدينة

Publisher

جامعة المدينة العالمية

Genres

عمله في بيته ﷺ:
سئِلت عائشة ﵂: ماذا كان يعمل رسول الله ﷺ في البيت؟ فقالت: "كان بشرًا من البشر، يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته، فإذا حضرت الصلاة خرج".
خشيته وعبادته ﷺ:
كان رسول الله ﷺ كثير المراقبة لله ﷿ واسع الخشية منه، عظيم العبادة له، ففي الليل متهجدًا راكعًا ساجدًا، حتى تتورّم قدماه، وتفيض عيناه بالدمع من خشية الله، حتى يسمَع لصدره أزيز كأزيز الرجل المرجل من البكاء، فتقول له في ذلك السيدة عائشة ﵂: «أتفعل ذلك يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخّر، فيجيبها: أفلا أكون عبدًا شكورًا».
وكان كثير اللهج باسم الله ﷿، فإذا أكل أو شرب، أو قام أو قعد، أو ابتدأ شيئًا، أو فعل أمرًا، بدأ ذلك كله بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا اختتمه بالحمد لله رب العالمين.
وكان لا يفتر عن الدعاء لربه، ومن دعائه ﵊: «اللهم إني أعوذ بك من عمل لا ينفع، وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع، اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء».

1 / 177