Uṣūl al-tarbiyya al-islāmiyya wa-asālībuhā fī al-bayt waʾl-madrasa waʾl-mujtamaʿ
أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع
Publisher
دار الفكر
Edition Number
الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ
Publication Year
٢٠٠٧م
Genres
﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد﴾ [آل عمران: ٣/ ١٨٢] .
﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: ٧/ ١٥٦] .
وفي هذا توازن بين إبعاد الغرور عن النفس، والتسلح بالأمل والرجاء، فالمؤمن يخاف عذاب الله إن قصر، ويرجو رحمته إن أخطأ.
وبهذا يصبح الإنسان أبعد ما يكون عن اليأس أو الانتحار، أو الهروب من الحياة، والانحراف بتعاطي المخدرات والمسكرات.
فقد صرح القرآن أن اليأس من صفات غير المؤمنين قال تعالى: ﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون﴾ [يوسف: ١٢/ ٨٧] .
فإذا زل، جدد عزمه بالتوبة والاستغفار، واللجوء إلى رحمة الله، قال ﷻ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٣٩/ ٥٣] .
ح- الانتماء إلى الله والاعتزاز به، وموالاته والانضواء تحت لوائه، فالمؤمنون هم حزب الله وهو وليهم، والكافرون لا مولى لهم، وأي شيء أعظم من الانتماء والانتساب إلى خالق الكون ومذل الجبابرة، ومالك الموت والحياة، والبعث والنشور والجزاء، قال ﷾: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: ٥/ ٥٦] .
وقال في وصف حزب الشيطان: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المجادلة: ٥٨/ ١٩] .
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: ٤٧/ ١١] .
وهذا الولاء يربى النفس دائما على أن تكون في حرب مع الشر والشيطان، وأتباع الشيطان، أولئك الذين يزينون للناس معصية الله، ونسيانه واتباع الشهوات كما يربي الانتماء إلى الأمة الإسلامية والاعتزاز بها، وتفقد شئونها والتراحم، والتعاون بين شعوبها، أي تربي وحده كلمة الإنسانية على أساس الخير والانتماء، من غير تعصب عنصري، أو تحيز مصلحي مادي استعماري، غايته استغلال الشعوب، وامتصاص خيراتها.
1 / 73