فِطَرها التي فَطرها الله عليها. وحمّلها أيضًا واجب الأمْر بالمَعْروف والنهي عن المُنْكر داخل جماعات المسلمين، الذين عَرفوا أوامر الدِّين وعَرفوا حُسنها.
وإنّ خَيريّة هذه الأمّة وعلوّ مَنزلتها وشَرف مكانتها، لم تُحقَّق إلاّ من خِلال القيام بواجب الدّعوة إلى الله للإنسانية جَمعاء، وبسبب الأمْر بالمَعْروف والنّهي عن المُنْكر، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (آل عمران:١١٠).
وممّا يُؤكد هذا الارتباط بين الدّعوة إلى الله والأمر بالمَعْروف والنّهي عن المُنْكر، ويُوثِّقه: ما روي عن ثَوبان ﵁، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لا تَزال طائفة مِن أمّتي ظاهِريِن على الحقّ لا يَضُرّهم مَن خَذلَهم، حتى يأتيَ أمْرُ الله وهم كذلك»، رواه مسلم.
وروى الشيخان عن معاوية ﵁، أن النبي ﷺ قال: «لا تزال طائفة من أمّتي قائمةً بأمْر الله، لا يضُرّهم مَن خَذَلهم ولا مَن خَالَفَهم، حتى يأتيّ أمْرُ الله وهم ظاهرون على النّاس».
ممّا سبق، يَتَّضح عُمقُ الصِّلة والعَلاقة بين الدّعوة إلى الله والأمْر بالمَعْروف والنّهي عن المُنْكر، وأنّ الارتباط بينهما مِن أعظم أسباب قُوّة الإسلام في القُلوب، واستقراره في العُقول، وتَطبيق شَرائعه وحُدوده في دنيا المسلمين وواقع حياتهم.
هذا، وبالله التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.