220

Uṣūl al-daʿwa wa-ṭuruquhā 1 - Jāmiʿat al-Madīna

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

Publisher

جامعة المدينة العالمية

Genres

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني عشر
(تابع: من خصائص الدعوة الإسلامية)
١ - من خصائص الدعوة الإسلامية
من خصائص دعوة الإسلام: أنها خاتِمة الرّسالات السابقة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. أما بعد:
فما زالت هذه المحاضرات تتواصل حول خصائص الدّعوة إلى الله.
لقد انتهت روافد الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله إلى الخلْق عبْر مسيرة الجنس البشري، إلى محمد ﷺ، الذي خُتمت به النبوات والرسالات، وانقطع الوحي من بعده فلم يَعُد يتنزّل على أحد من البشَر غيره ﷺ.
قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ (الأحزاب:٤٠).
فهذه الآية نصّ صريح: أنه لا نبيّ بَعده ﷺ.
وإذا كان لا نبيّ بَعده، فأيضًا لا دِين غير دِين الإسلام يقترن به أو يتساوى معه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ (آل عمران:١٩).
وقال تعالى في نصّ صريح واضح: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران:٨٥).
فالأديان السماوية المتواجدة الآن -وهي: اليهودية والنصرانية- أشبهُ بعملة تذكارية انتهى التّداول بها لِما حلّ بهذه العملة من تزييف وتغيير، والأوْلى بها أن تُحفظ في متاحف التاريخ، لوجود عُملة جديدة يصعب تزييفها، ولا يستغني الناس عنها. وإنه من الخطإ العلمي، والانحراف الفكري، والتضليل العقائدي: الزعم بوضع الأديان الثلاثة على قَدَم المساواة.
فكيف بدينٍ انقطعت معجزاتُه، وتبدّلت معتقَداتُه، وحُرِّفت مصادرُه، وتنكّر له أهله، وقطعوا صلته بالحياة إلاّ من طقوس مبهَمة وترانيم غامضة، يتساوى

1 / 245