المسألة الثانية: طلب الإمام من المأمومين أن يستحضروا النية:
اعتاد كثير من أئمة المساجد بعد إقامة الصلاة وقبل أن يكبروا تكبيرة الإحرام أن يقولوا للمصلين استحضروا النية.
وهذا الأمر باستحضار النية بدعة مخالفة لهدي الرسول ﷺ وما فعله ﷺ ولا أحد من أصحابه.
والنية تكون في قلب الإنسان حاضرة ولا تحتاج إلى استحضار فهي حاصلة في قلبه وتحصيل الحاصل محال.
فالمصلون حينما تقام الصلاة ويقفون في الصفوف ويسمعون الإمام يأمر بتسوية الصفوف لا شك أن نياتهم حاصلة في قلوبهم فهم يوقنون أنهم سيصلون تلك الصلاة التي أقيمت فمن العبث أن يقال لهم استحضروا النية كما أنه من العبث أن يقال لمن وضع الطعام أمامه ليأكل قيل له استحضر نية الأكل فهذه النية موجودة في القلب ويستقبح القول باستحضارها لأنها حاضرة.
ويضاف إلى ذلك أنه لم ينقل عن النبي ﷺ أنه أمر الصحابة باستحضار النية وكان ﷺ يؤمهم في كل يوم خمس مرات وصلى بهم إمامًا آلاف الصلوات فلو وقع ذلك منه ﷺ لنقله لنا الصحابة كما نقلوا لنا دقائق الأمور في صفة صلاته وغيرها من الأعمال والثابت أن الرسول ﷺ كان يأمر بتسوية الصفوف ثم يكبر تكبيرة الإحرام وقد ورد في ذلك عدة أحاديث منها:
١. عن أنس ﵁ قال: (كان رسول الله ﷺ يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر فيقول، تراصوا واعتدلوا) رواه البخاري ومسلم (١).
(١) صحيح البخاري مع الفتح ٢/ ٣٤٩، صحيح مسلم بشرح النووي ٢/ ١١٧.