Firaq Shica
فرق الشيعة
Publisher
دار الأضواء
Publication Year
1404هـ - 1984م
Publisher Location
بيروت
فأما الإسماعيلية فهم الخطابية أصحاب أبي الخطاب ابن أبي محمد ابن أبي زينب الأسدي الأجدع وقد دخلت منهم فرقة في فرقة محمد بن إسماعيل وأقروا بموت إسماعيل بن جعفر في حياة أبيه وهم الذين خرجوا في حياة أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فحاربوا عيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن العباس وكان عاملا على الكوفة فبلغه عنهم أنهم أظهروا الإباحات ودعوا إلى نبوة أبي الخطاب وأنهم مجتمعون في مسجد الكوفة فبعث إليه فحاربوه وامتنعوا عليه وكانوا سبعين رجلا فقتلهم جميعا فلم يفلت منهم إلا رجل واحد أصابته جراحات فعد في القتلى فتخلص وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بأبي خديجة وكان يزعم أنه مات فرجع ، فحاربوا عيسى محاربة شديدة بالحجارة والقصب والسكاكين لأنهم جعلوا القصب مكان الرماح وقد كان أبو الخطاب قال لهم قاتلوهم فان قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح والسيوف ورماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا تضركم ولا تخل فيكم فقدمهم عشرة عشرة للمحاربة فلما قتل منهم نحو ثلاثين رجلا قالوا له ما ترى ما يحل بنا من القوم وما نرى قصبنا يعمل فيهم ولا يؤثر وقد عمل سلاحهم فينا وقتل من ترى منا فذكر لهم ما رواه العامة أنه قال لهم أن كان قد بدا لله فيكم فما ذنبي وقال لهم ما رواه الشيعة يا قوم قد بليتم وامتحنتم وأذن في قتلكم فقاتلوا على دينكم وأحسابكم ولا تعطوا بلدتكم فتذلوا مع أنكم لا تتخلصون من القتل فموتوا كراما ، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم وأسر أبو الخطاب فأتي به عيسى بن موسى فقتله في دار الرزق على شاطئ الفرات وصلبه مع جماعة منهم ثم أمر بإحراقه فأحرقوا وبعث برؤوسهم إلى المنصور فصلبها على باب مدينة بغداد ثلاثة أيام ثم أحرقت ، وقال بعض أصحابه أن أبا الخطاب لم يقتل ولا قتل أحد من أصحابه وإنما لبس على القوم وشبه عليهم وإنما حاربوا بأمر أبي عبد الله جعفر بن محمد وخرجوا من المسجد لم يرهم واحد ولم يخرج منهم أحد وأقبل القوم يقتل بعضهم بعضا على أنهم يقتلوا أصحاب أبي الخطاب وإنما يقتلوا أنفسهم حتى جن عليهم الليل فلما أصبحوا نظروا في القتلى فوجدوا القتلى كلهم منهم ولم يجدوا من أصحاب أبي الخطاب قتيلا ولا جريحا ، وهؤلاء هم الذين قالوا أن أبا الخطاب كان نبيا مرسلا أرسله جعفر بن محمد ثم أنه صيره بعد ذلك حين حدث هذا الأمر من الملائكة لعن الله من يقول هذا ، ثم خرج من قال بمقالته من أهل الكوفة وغيرهم إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر بعد قتل أي الخطاب فقالوا بإمامته وأقاموا عليها .
Page 71