24

Fiqh of the Muslim Merchant

فقه التاجر المسلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

بيت المقدس ١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م

Genres

الله ﷺ سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري ثم أقبل قافلًا إلى مكة ومعه ميسرة] سيرة ابن هشام ١/ ١٨٧ - ١٨٨. هذا وقد اقتدى الصحابة رضوان الله عليهم بالنبي ﷺ فكانوا يرتادون الأسواق ويتجرّون فيها بأموالهم، ولا يرون في ذلك بأسًا. وقد ذكر أهل الحديث والتاريخ والسير عددًا من الصحابة الذين اشتغلوا في التجارة منهم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمر وزيد بن أرقم والبراء بن عازب والزبير بن العوام رضوان الله عليهم فقد ذكر ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي بكر ﵁ أنه كان رجلًا تاجرًا فكان يغدو إلى السوق فيبيع ويبتاع] الطبقات ٣/ ١٨٦. وذكر أيضًا أن عثمان ﵁ كان رجلًا تاجرًا في الجاهلية والإسلام. الطبقات ٣/ ٦٠. وذكر نحوه محمد بن الحسن في كتاب الكسب ص ٨٩. عن أم سلمة ﵂ قالت: لقد خرج أبو بكر على عهد رسول الله ﷺ تاجرًا إلى بصرى، لم يمنع أبا بكر الضن برسول الله ﷺ شحه على نصيبه من الشخوص للتجارة، وذلك كان لإعجابهم كسبَ التجارة، وحبهم للتجارة، ولم يمنع رسول الله ﷺ أبا بكر من الشخوص في تجارته لحبه صحبته وضنه بأبي بكر، - فقد كان بصحبته معجبًا - لاستحسان (وفي رواية: لاستحباب) رسول الله ﷺ للتجارة وإعجابه بها) رواه الطبراني في الكبير وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٦/ ١٠٣٦. وروي في الحديث عن أم سلمة ﵂ قالت: خرج أبو بكر ﵁ في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي ﷺ بعام ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكانا شهدا بدرًا وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط رجلًا مزَّاحًا، فقال لنعيمان: أطعمني، قال: حتى يجيء أبو بكر، قال: فلأغيظنك، قال: فمروا بقوم فقال لهم سويبط: تشترون مني عبدًا لي؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا عليَّ عبدي، قالوا: لا بل نشتريه منك، فاشتروه منه بعشر قلائص، ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا فقال: نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد، فقالوا: قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به فجاء أبو بكر فأخبروه بذلك قال: فاتبع القوم ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان، قال: فلما قدموا على النبي

1 / 27