148

Fiqh al-awlawiyyāt fī al-khiṭāb al-salafī al-muʿāṣir baʿd al-thawra

فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة

Publisher

دار اليسر للنشر والتوزيع

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

مصر

Genres

المبحث الرابع أولوية الانتماء إلى أهل السنة قبل الانتماء لطائفة من طوائف الدعوة
فالانتماءُ إلى الإِسلام أولًا، وقَبْلَ كلِّ شيءٍ، قال تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الحج: ٧٨]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: ١٠]، ثم الانتماءُ إلى السنة والنسبة إليها قَبْلَ كلِّ نسبةٍ، وفوقَ كُلِّ رايةٍ؛ قال مالك ﵀: "أهل السنة الذين ليس لهم لقبٌ يُعْرَفون به، لا جهميٌّ، ولا قَدَريٌّ، ولا رافضيٌّ" (١)؛ فالولاء معقود على أساس الإِسلام والسنة، وهو: انتماءُ غايةٍ، وليس على انتسابٍ إلى طوائفِ الدعوة؛ إذ هو انتماءُ وسيلةٍ، والمقصِدُ والغايةُ يُقَدَّمَان على الوسيلةِ، فعلى أهلِ الدعواتِ السلفيةِ خاصةً، والإسلاميين عامةً، أن يجتمعوا متحالِفِينَ، أو -على الأقل- منسقِينَ ومتكامِلِينَ لنصرة قضيتهم، والتصدي لعدوِّهِمْ، سواء أكان من بني جلدتهم، أم من غيرهم، وفي هذا الصدد، فإنه لا يَبْعُدُ القولُ بحرمة الرغبة عن الوحدة والاجتماع على منهج الاتباع، في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة الدعوة الإسلامية المعاصرة؛

(١) الانتقاء، لابن عبد البر، (ص ٣٥).

1 / 155