56

Fiqh al-Nawazil

فقه النوازل

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى - ١٤١٦ هـ

Publication Year

١٩٩٦ م

Genres

خوف ذمهم، أو استجلاب محبوب عاجل، أو دفع مكروه عاجل. أم الباعث على الفعل: القيام بحق العبودية، وطلب التودد والتقرب إلى الرب ﷾، وابتغاء الوسيلة إليه. ومحل هذا السؤال: أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك، أم فعلته لحظك وهواك؟ والثاني: سؤال عن متابعة الرسول ﵊ في ذلك التعبد، أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي، أم كان عملًا لم أشرعه ولم أرضه؟ . فالأول سؤال عن الإخلاص، والثاني عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملًا إلا بهما. فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص. وطريق التخلص من السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة، وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص، وهوىً يعارض الاتباع. فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة. انتهى. رابعًا: أن الله ﷾ قد قطع الخيرة في أمره وأمر رسوله ﷺ فقال تعالى (١): ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ . وعليه فإن التقنين الملزم به وهو من اجتهاد غير معصوم - فيه قطع للخيرة فيه. وهذا إلحاق مقدوح فيه بالقادح المسمى بفساد الاعتبار وهو

(١) الآية رقم ٣٦ من سورة الأحزاب.

1 / 66