Fiqh al-adʿiya waʾl-adhkār
فقه الأدعية والأذكار
Publisher
الكويت
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
Genres
٢٧ / أسماءُ الله الحسنى غيرُ محصورة بِعددٍ معيَّنٍ وبيانُ المراد بقوله: "مَنْ أحصاها دخل الجنّة"
لقد صحّ عن النبي ﷺ فيما خرّجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة ﵁ أنَّه قال: "إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة"١.
ولا ريب أنَّ هذا الفضل العظيم ألا وهو دخول الجنة المترتِّب على إحصاء هذا العدد من أسماء الله ليحرك في النفس الجِدّ في نيل هذا المطلب العظيم والسعي في تكميله، والحرص الشديد على تحقيقه.
ولقد ظن بعضُ النّاس خطأً أنَّ المرادَ بإحصاء أسماء الله المرغب فيه في هذا الحديث هو عدُّ ألفاظ تسعة وتسعين اسمًا من أسماء الله، واستظهارها في القلب، والتلفّظ بها في أوقات معيّنة مخصوصة، وربما جعلها بعضهم في جملة ذكره لله في صباحه ومسائه دون فقه من هؤلاء لهذه الأسماء الجليلة العظيمة، أو تدبّر لمدلولاتها، أو تحقيق لموجباتها ومستلزماتها، أو عمل بمقتضياتها ومتطلباتها.
ولقد نبّه العلماء ﵏ أنَّه ليس المراد بإحصاء أسماء الله عدّ حروفها فقط، بلا فقه لها أو عمل بها، بل لا بد في ذلك من فهم معناها والمراد بها فهمًا صحيحًا سليمًا، ثم العمل بما تقتضيه.
قال أبو عمر الطلمنكي ﵀: "من تمام المعرفة بأسماء الله تعالى وصفاته التي يستحق بها الداعي والحافظ ما قال رسول الله ﷺ،
١ صحيح البخاري (رقم:٢٧٣٦)، وصحيح مسلم (رقم:٢٦٧٧) .
1 / 146