زراعة السمسم
وهو الجلجلان هذا النبات ضعيف ولذلك تتأخر زراعته من اجل انه اذا بكر به آذاه البرد واضر به، ووجه العمل فى زراعته ان تقام له الارض احواضا على ما تقدم ثم يدخل عليه الماء وتثرى به فاذا هى طابت وزرعت فيه الزريعة قبل ان يجف ثم تحرك مع الارض تحريكا جيدا حتى تستتر فى التراب ولا يظهر منها شىء على وجه الارض ثم تترك ولا تسقى بعد الزريعة ومتى سقيت فسدت فاذا نبتت واعتدل النبات ترك حتى يكون فى قدر الاصبع ثم تدخل اليه ويخفف منه ما كان لفيفا حتى يكون بين اصل وآخر نحو الشبر وينقش عند ذلك ثم يسقى ويتعاهد بالسقى مدة الصيف كلها مرة فى الجمعة فاذا كان فى النصف من اغشت قطع عنه الماء ويوافقه من الارض المدمنة السوداء والرملة الحرشا ويجنب به الارض الغليظة لانها تشتد عليه وتقطعه وتنشق ايضا وتدخل الشمس الى اصوله فتجف لذلك، ووقت زراعته شهر ابريل وحصاده فى شهر شتنبر فى آخره وينبغى اذا حصد ان يعمل منه قبض كثيرة وتربط وتوقف على اصولها مشدودة بعضها الى بعض ولا يبسط فى الارض البتة لانها ان بسطت انتثرت الزريعة من اكمامها وتزرع مائة حوض منه ثلاثة ارطال
زراعة القطن
وجه العمل فيه ان تدبر له الارض تدبيرا حسنا وتدمن بالزبل الرقيق البالى او بزبل الضأن ثم يحرز بالحرث فى شهر يناير ثم تترك قليلا ثم تثنى ثم تثلث يفعل بها هكذا حتى تنتهى الى عشرة سكك، وهذا هو العمل الذى يسمى العشرى واكثر من يستعمله اهل صقلية فاذا انتهى العمل الى ما وصفنا دخل الى الارض واقيمت احواضا، فان اوفق وقت الزراعة ان تكون الارض ثرية فحسن والا ادخل عليها الماء وثريت وطيبت ثم تزرع وينبغى ان تدبر الزريعة قبل زراعتها وذلك ان تدخل الزريعة الذى ينفض الحلاج ويرش بالماء، ويرمى عليها من الزبل البالى الرقيق المغربل وتحك باليد حكا جيدا حتى يزول صوفها لانها متى تركت تعلقت الزريعة بعضها ببعض او يعمد الى زبل الغنم فيفت فتا جيدا ويحك به الزريعة ثم تزرع كما يزرع الببنج الا انها تخفف فى الزراعة حتى يكون بين حبة واخرى نحو شبر ثم تترك دون سقى حتى تنبت وتصير فى قد الاصبع او حدود الشبر ثم يدخل اليها وتخفف وتعدل وتحرك مرة بعد مرة ثم تسقى بالماء ثم ترجل وتنقش ثم تسقى يكون هذا دأبها الى اول اغشت ويكون سقيها فى كل خمسة عشر يوما، فاذا كان اول اغشت قطع عنها السقى ليلا يزداد النبات تنعما ويشتغل بنفسه عن الاطعام فاذا كان فى شهر شنتبر شرع فى جمعه بالغداة قبل ان يستحر الشمس لانه متى جمع فى الحر تكسر جدره واختلط بالصوف ولا يستطاع تخليصه منه فاذا جمع كما ذكرنا نشر للشمس لتخف ندوته لانه متى ضم واختزن دون ان يشمس خمج لذلك
Page 114