75

الشيخ1 ...

وما لي لا أمزح وقد كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم

يمزح، ولكن لا يقول إلا حقا، وسأمزح الليلة، وسأحاول إن شاء الله ألا أقول إلا حقا. سأمزح هذه الليلة لأني أجد في نفسي غبطة ومراحا ونزوعا إلى المزح، وسأفعل في غير تطرف ولا عبث.

على أنني لا أجتث الكلام اجتثاثا، ولا أطلق موضوع حديثي افتلاتا، وإنما ألتمس له شخصية أو شخصيات جليلة عظيمة أخطأها الكتاب وتجاوزها المؤرخون، وأخشى أن يتمادى الزمن فتطوي الأيام خبرها، ولا تقدر نواشئ الأجيال خطرها، وهذا ظلم لها وللتاريخ معا.

صديقي أو غير صديقي أو هما معا، الأستاذ الشاب أو الكهل أو الشيخ أو كل أولئك في وقت واحد، الشيخ أو السيد فلان!

وأنا أشهد أنه ما اطلع على مجلسي إلا حللت له الحبوة، ولا جلس إلي إلا آثرته بتكرمتي، ولا أرسل يده إلي إلا أسرعت بتقبيلها ؛ لأني أرى في الشيخ عظيما وإن لم ير غيري أن فيه عظيما.

هو شيخ طريقة، وهو على صداقته وملازمته لشيخ مشايخ الطرق لا ترى - على ما يزعم شانئوه - لطريقته في سجلات مشيخة الطرق الصوفية عينا ولا أثرا.

ثم هو رجل جمع بين أقصى مطالب الدنيا وأقصى مطالب الدين، فتراه كما يظهر الأصيل في حلقة الذكر يظهر العشاء في بار «أرستومين».

ثم هو سعدي، وعدلي، وحر دستوري، وحزب وطني، واتحادي، ومحايد، ومستقل، وغير هؤلاء جميعا!

Unknown page