فانثنت جرجونة وعرفت لورانس، فتلاقت الكونتتان، فقالت الإيطالية: أنت هنا عندي؟ قالت لورانس: لست أدرى أين أنا، وإنما عرفت أمرا واحدا يهمني أكثر من العالم كله؛ هو أن ابنتي عازمة على الانتحار، وأتيت لأمنعها منه.
قال أنيبال وأخته معا: عازمة على الانتحار؟!
أجابت: نعم، وذلك لكي لا تغدو زوجة للراغب في الاقتران بها.
قالت جرجونة: أنت مجنونة، فلا تمسنا إهاناتك، ولكن لا يمكن احتمال المجانين في بيوت الناس فاخرجي من هنا.
أجابت: لا أخرج من هنا حتى أرى ابنتي وأسير وإياها معا ...
فوقفت جرجونة أمام باب مخدع لورانس، فمدت هذه يدها لتبعدها، وهم أنيبال بمساعدة أخته إلا أن جرجونة قالت بأنفة وكبر: لست أقبل مساعدة على هذه المرأة إلا من شخص واحد هو زوجي، فاذهب يا أنيبال وناده وهو يحكم بيننا.
فخرج بلميري مسرعا، ثم عاد ومعه الكونت، فلما رأت جرجونة زوجها مقبلا رفعت صوتها وقالت: تقدم يا سيدي وأنقذني من وعيد هذه المرأة وإهاناتها.
فدنا الكونت من لورانس وهو كاره لتوبيخه إياها، فقال لها: هل تعلمين ما وراء دخولك هذا البيت؟ فأجابته: لم أدخله للجدال؛ وإنما أردت أن أرى ابنتي، لأن كل والدة ترى الدفاع عن حياة ابنتها أول واجباتها.
فقلق وقال: أي خطر على حياتها؟
فتعرضت كلوديا وقالت: إن هذه المرأة تعتقد أن ابنتها في خطر لمجرد تزوجها أنيبال بلميري، فهي تحرص الآن على شرف اسمك بعدما لوثته بعارها.
Unknown page