قال الأميرال: عشيقها! وقالت زوجته: ذلك مستحيل! ذلك غير صحيح!
فقال الكونت أيضا: لم أشأ الانتقام، الذي يحق لي، إلا بعد أن أطلع على المراسلات التي تثبت الجريمة ... فرفض الاثنان تسليم الرسائل، ولكننا الآن قادرون على أخذها منهما، وسوف تقرؤها أيها الأميرال وتحكم على ابنتك وشريكها في الإثم. فقال روبر: أيقرؤها هو؟
أما لورانس، فصرخت رعبا وتراجعت خطوة إلى الوراء، فاقتربت من روبر، وقالت: كلا، ذلك لا يكون أبدا!
فقال روبر أيضا: ذلك لا يكون أبدا! وكان محدقا في وجه والدته، وقد استشعر عاطفة عليها وود لو يبذل الروح فداء عنها، وإذا بالكونت قد صاح به يقول: لا بد من الحصول على الرسائل أيها النذل، وهم بالهجوم عليه.
فأتى روبير بحركة سريعة، وطرح الرسائل في الموقدة، وقال: خذها من النار إذا استطعت. فزمجر الكونت دي موري ووثب إلى النار، إلا أن روبر كان إليها أسرع فقذف فيها الرسائل، وفي أقل من لحظة صارت رمادا، فاستشاط الكونت غضبا، وأطلق عليه رصاصة، فخر صريعا وهو يقول: إنك قتلتني ولا سلاح معي لأدافع به عن نفسي، فأنت قاتل أثيم!
ثم سكنت حركته، ولم يتلفظ بكلمة أخرى؛ لأن فمه امتلأ دما وفارقته الروح، فصرخت لورانس: إنه مات!
فقال الكونت دون اكتراث: بقي عليك أن تتلفظي بما هو خير من الرسائل، فبرئي نفسك إن استطعت!
وقالت أمها: نعم، تكلمي بالحقيقة.
وقال الأميرال: أنا أبوك آمرك بالتكلم!
قالت: اسكتي يا أماه فأنت لا تعرفين ما تطلبين مني، ولا تعرفين أي عذاب أكابد!
Unknown page