من غدرهم في جحيم البؤس والهون
أبعد هذا نصوغ الشعر زخرفة؟
وبلغت الانفعالية الرومانسية أوجها في الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي (1906-1934م) خذ قصيدته «نشيد الجبار» مثلا لهذه اللوعة التي تأكل صاحبها كمدا على ما قد حل به، وتطمح به إلى السماء في دنيا الأمل والرجاء:
سأعيش رغم الداء والأعداء
كالنسر فوق القمة الشماء
أرنو إلى الشمس المضيئة هازئا
بالسحب، والأمطار والأنواء •••
النور في قلبي وبين جوانحي
فعلام أخشى السير في الظلماء؟
وإن القول ليطول بنا لو استطردنا نذكر أمثال هذه الجذوات المشتعلة بوطنيتها خلال المرحلة الوسطى - فترة ما بين الحربين - التي هي الآن موضع الحديث.
Unknown page