Faylasuf Carab Wa Mucallim Thani
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
Genres
وروى ابن أبي أصيبعة أنه كان يتغذى بماء قلوب الحملان
1
مع الخمر الريحاني فقط.
قال ابن خلكان: «وكان مدة مقامه بدمشق لا يكون غالبا إلا عند مجتمع ماء، أو مشتبك رياض ويؤلف هناك كتبه ويتناوبه المشتغلون عليه»، وفي مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده: «وكان منفردا بنفسه لا يكون إلا عند مجتمع ماء أو مشتبك رياض، ويؤلف كتبه هناك وكان أكثر كتبه في الرقاع، ولم يصنف في الكراريس إلا قليلا؛ ولذلك كانت أكثر تصانيفه فصولا وتعليقات وبعضها مبتورا ناقصا.»
وتلك حياة فيلسوف زاهد وموسيقي شاعر.
والفارابي إنما كان يعتزل الناس ويؤثر الوحدة لما رأى أن أمر النفس وتقويمها أول ما يبتدئ به الإنسان، حتى إذا أحكم تعديلها وتقويمها ارتقى منها إلى تقويم غيرها، كما ذكر ذلك في كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين تبريرا لتخلي أفلاطون عن كثير من الأسباب الدنيوية وإيثاره تجنبها.
ولم يكن الفارابي ضجرا بالحياة ولا متبرما بالناس، أما الخمر فما نحسبه كان يشربها شهوة وتلهيا، ذلك الرجل الذي كف نفسه عن شهوات الحياة ولهوها.
وقد يكون شعر الفارابي ضاع فيما ضاع من آثاره، ولولا شك ابن خلكان شكا وجيها لرجح عندنا أن يكون الفارابي هو القائل:
محيط السموات أولى بنا
فماذا التنافس في مركز
Unknown page