لو أنها تدعو إلى بيعة
بايعتها ثم شققت العصا
فبلغت هذه البيات أبا جعفر المنصور، فدعاه إليه وعنفه على قوله، وعيره بضعف آل الزبير من هذه الناحية، إلى أن قال له: «حتى صرت أنت آخر الحمقى تبايع المغنيات، فدونكم يا آل الزبير وهذا المرتع الوخيم!»
وسخر المنصور من هذا الضرب من القول، وهذا النوع من الحياة، وقال: إنما يعجبني أن يحدى لي بهذه الأبيات:
إن قناتى لنبع لا يؤيسها
غمز الثقاف ولا دهن ولا نار
1
متى أجر خائفا تأمن مسارحه
وإن أخف آمنا تقلق به الدار
هذه القصة تمثل نوعين من الأدب: فنوع يصح أن تسميه أدبا رقيقا، وإن كنت أشد صراحة فسمه أدبا ضعيفا أو أدبا «مائعا»، كما يصح أن تسمي النوع الثاني أدبا قويا أو أدبا رصينا.
Unknown page