71

Al-Taʿlīqa ʿalā al-Fawāʾid al-Riḍawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

الله عما يشركون) * (1) وإلى المرتبة الثالثة التي نحن بصدد بيانها

~~بقوله: * (هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في

~~السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) * (2).

ولنرجع إلى ما كنا فيه فنقول: إن تلك الطبيعة غير الصورة الفاعلة في

~~الأجسام، بل هي العناية الربانية الممسكة لنظام العالم، وهي مطلع الإرادة

~~الإلهية التي هي نفس الفعل - بالفتح - في الأخبار النبوية (3) ومعنى

~~الموجدية والموجدية - بالفتح ثم الكسر - أنها فاعلة في الأشياء بإذن الله،

~~ومعطية للصور كما شاء الله، ومخلوقة بنفسها من الله إذ الأشياء مخلوقة

~~بالإرادة وهي مخلوقة بنفسها.

وفي معنى الموجدية والموجدية في الطبيعة التي هي مطلع الإرادة ما ورد في

~~الأخبار عن الأئمة عليهم السلام من: (أن الله خلق الأشياء بالمشية وخلق

~~المشية بنفسها) (4) وهذا بعينه يجري في الإرادة غير أن الفرقان بينهما

~~قليل، وكثيرا ما يعبر في الأخبار عنهما بأحدهما، وعن كل واحد منهما بالآخر

~~كما لا يخفى، حتى ظن من ذلك بعض الأعلام أنهما صفة واحدة (5).

Page 133