60

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

الذات العقلية التي للنفس، وإلى أن النفس عقل بالذات كما أن العقل نفس

~~بالعرض.

قوله: " وشجرة طوبى وسدرة المنتهى " هما الحقيقة الإنسانية العقلية التي

~~وصل نبينا صلى الله عليه وآله في معراجه إليها فتجاوز عنها وتخطاها إلى ما

~~شاء الله (1).

وفي الخبر: (لسدرة المنتهى غصون وأوراق وجذر وفرع، فرسول الله صلى الله

~~عليه وآله جذرها، وعلي عليه السلام فرعها، والأئمة أغصانها، وشيعتهم

~~أوراقها) (2).

وفيه إشارة إلى أن هؤلاء هم الإنسان وغيرهم رعاع وأنعام بل هم أضل.

قوله: " محيط بالأشياء من جميع جهاتها " إشارة إلى الإحاطة العقلية التي

~~للعقل والاشتمال الجملي الذي منه لكافة الفرع والأصل، وقد عرفت البرهان على

~~ذلك، ولنذكر هاهنا برهانا على إحاطته من جميع جهات الأشياء حتى يتصحح من

~~ذلك قول المعلم الأول: أن للعقل شكلا مستديرا (3) وكذا قول الحكيم "

~~الغزنوي " قدس سره في الفارسي.

آسمانهاست در ولايت جان * كار فرماى آسمان جهان وخلاصة البرهان: أنه قد

~~ثبت في مقره أن العلة محيطة بالمعلول، وأن الصادر الأول علة لكل ما دونه،

~~فلو لم يكن محيطا من جميع الجهات لزم أن يستغني عنه من الجهة التي لم تحط

~~العلة منها، وهذا خلف. فوجب أن تكون محيطة من جميع الجهات (4).

Page 119