36

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

المحقق، وما سواه هالك باطل أزلا وأبدا، ما شم رائحة الثبوت والوجود، ولا

~~كتب في ناصية إمكانه الشهود، والله هو الظاهر الباطن، وهو الأول الآخر، وأن

~~له الأسماء الحسنى، والصفات العليا لا يشاركه فيها غيره تعالى، ثم اعتقاد

~~ما يتبع ذلك من القول بالملائكة والكتب والرسل المكرمين، وعدم التفريق

~~بينهم على اليقين، بل كأنهم نقاط الدائرة، أو كالحلقة المفرغة، وأما صاحب

~~الدائرة فهو نبينا سيد الأولين والآخرين، وتمام عدة المرسلين، وخاتم فص

~~الرسالة، وختم أمر الدنيا والآخرة، كما يدل على هذا المدعى تلك الألقاب

~~العليا بعد ما أقيم عليه البرهان، وصدقه كشف أرباب العيان، وفراسة أهل

~~الإيمان.

وثانيا: سأل عن الكافرين، وأجاب عنه الإمام مولى الثقلين من دون رمز في

~~البيان، بأن الكافرين هما: الكفر بالله، والكفر بالشيطان بالمعنى الذي

~~ذكرنا في البيان.

وثالثا: سأل عن الجنة والنيران وما لهما من الشأن، والجواب - على ما هو

~~المستفاد من كلام الإمام عليه السلام - أن الجنة الحقيقية هي: التخلص عن

~~ربقة هذين الكافرين والتوجه التام إلى خالق الكونين، ورؤية الكل من الله

~~وبالله ولله وإلى الله، ومشاهدة أن هاهنا نورا واحدا حقا لا يحوم حوله

~~التعدد والكثرة، وصيرورة العبد بحيث لا يرى شيئا إلا ويرى الله قبله، ولذا

~~ورد (ما في أشرف مثوبات الأعمال كلا إله إلا الله) (1) و (في أعظم فوائد

~~التخلق بالصفات أنه النظر إلى وجه الله).

وبالجملة: جنة المقربين النظر إلى وجه الله ذي الجلال، والرجوع إلى مبدأ

~~الكل بالكمال، والتقرب إليه بالاتصال، والتخلق (2) بصفاته الحسنى

Page 80