92

Fawaid

الفوائد

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الثانية

Publication Year

1393 AH

Publisher Location

بيروت

Genres

Sufism
إِمَّا من فَسَاد فِي الْإِيمَان وَإِمَّا من فَسَاد فِي الْعقل وَمَا أَكثر مَا يكون مِنْهُمَا وَلِهَذَا نبذها رَسُول الله وَرَاء ظَهره هُوَ وَأَصْحَابه وصرفوا عَنْهَا قُلُوبهم وأطرحوها وَلم يألفوها وهجورها وَلم يميلوا إِلَيْهَا وعدّوها سجنا لَا جنّة فزهدوا فِيهَا حَقِيقَة الزّهْد وَلَو أرادوها لنالوا مِنْهَا كل مَحْبُوب لوصلوا مِنْهَا إِلَى كل مَرْغُوب فقد عرضت عَلَيْهِ مَفَاتِيح كنوزها فردّها وفاضت على أَصْحَابه فآثروا بهَا وَلم يبيعوا حظهم من الْآخِرَة بهَا وَعَلمُوا أَنَّهَا معبر وممر لَا دَار مقَام ومستقر وَأَنَّهَا دَار عبور لَا دَار سرُور وَأَنَّهَا سَحَابَة صيف تنقشع عَن قَلِيل وخيال طيف مَا استتم الزِّيَارَة حَتَّى آذن بالرحيل قَالَ النَّبِي مَالِي وللدنيا إِنَّمَا أَنا كراكب قَالَ فِي ظلّ شَجَرَة ثمَّ رَاح وَتركهَا وَقَالَ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلَّا كَمَا يدْخل أحدكُم إصبعه فِي اليم فَلْينْظر بِمَا ترجع وَقَالَ خَالِقهَا سُبْحَانَهُ إِنَّمَا مثل حَيَاة الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فَأخْبر عَن خسة الدُّنْيَا وزهَّد فِيهَا وَأخْبر عَن دَار السَّلَام ودعا إِلَيْهَا وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ على كل شَيْء مُقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخير أملا﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاع الْغرُور﴾ وَقَالَ تَعَالَى وزين لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالله وَعِنْده حُسْنُ

1 / 95