202

Al-Ḥanāʾiyyāt (Fawāʾid Abīʾl-Qāsim al-Ḥanāʾī)

الحنائيات (فوائد أبي القاسم الحنائي)

Editor

خالد رزق محمد جبر أبو النجا

Publisher

أضواء السلف

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

Ḥadīth
١٩٢-[٢٠٠] كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْعَبْقَسِيُّ مِنْ مَكَّةَ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عبد الله بن المقرئ حدثهم قال: ثنا علي بن حرب قال: ثنا أَبُو أَيُّوبَ يَعْلَى بْنُ عِمْرَانَ الْبَجَلِيُّ ذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ آلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَخْزُومُ بْنُ هَانِئٍ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَأَتَتْ لَهُ خَمْسُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ارْتَجَسَ إِيوَانُ كسرى وسقطت منها أربعة عشر شُرَافَةَ وَخَمَدَتْ نَارُ فَارِسٍ وَلَمْ تَخْمُدْ قَبْلَ ذلك ألف عام وغاضت بحيرة ساوة [ورأى الموبذان إِبِلا ضِعَافًا تَقُودُ خَيْلا عِرَابًا قَدْ قَطَعَتْ دجلة وانتشرت في بلادها] (١) فَلَمَّا أَصْبَحَ كِسْرَى أَفْزَعَهُ ذَلِكَ فَصَبَرَ عَلَيْهِ تشجعا إليه وأخبرهم فَلَمَّا عِيلَ صَبْرُهُ رَأَى أَنْ لا يَسْتُرَ ذَلِكَ عَنْ وُزَرَائِهِ وَمَرَازِبَتِهِ فَلَبِسَ تَاجَهُ وَقَعَدَ عَلَى سَرِيرِهِ وَجَمَعَهُمْ إِلَيْهِ وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا رَأَى فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ وَرَدَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابُ بِخُمُودِ النَّارِ فَازْدَادَ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ فَقَالَ الْمُوبَذَانُ: وَأَنَا أَصْلَحَ اللَّهُ الْمَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ ⦗٩٩١⦘ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ إِبِلا ضِعَافًا تَقُودُ خَيْلا عِرَابًا قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَةَ وَانْتَشَرَتْ فِي بِلادِهَا فقال: أي شيء يكون يَا مُوبَذَانُ وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَالَ: حادث يكون في نَاحِيَةِ الْعَرَبِ فَكَتَبَ عِنْدَ ذَلِكَ: مِنْ كِسْرَى مَلِكِ الْمُلُوكِ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَمَّا بَعْدُ فَابْعَثْ إِلَيَّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ بِمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِعَبْدِ الْمَسِيحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَيَّانَ بْنِ بُقَيْلَةَ الْغَسَّانِيِّ فلما قدم عليه قال: أعندك علم عما (٢) أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ؟ قَالَ: لِيُخْبِرْنِي الْمَلِكُ فَإِنْ كَانَ عِنْدِي مِنْهُ عِلْمٌ أَخْبَرْتُهُ وَإِلا دَلَلْتُهُ عَلَى مَنْ يُخْبِرُهُ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى فَقَالَ: عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ خَالٍ لِي يَسْكُنُ مشارف الشام يقال له سطيح قال: فأته فَاسْأَلْهُ عَمَّا أَخْبَرْتُكَ ثُمَّ ائْتِنِي بِجَوَابِهِ فَخَرَجَ عبد المسيح حتى قدم سَطِيحٍ وَقَدْ أَشْفَى عَلَى الْمَوْتِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وحياه ⦗٩٩٢⦘ فلم يرد عليه جوابا فأنشأ عبد المسيح يقول:
أصم لم يسمع غطريف اليمن ... أم فاز فأزلم به شأو العنن
يافاصل الْخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ وَمَنْ ... أَتَاكَ شَيْخُ الْحَيِّ مَنْ آلِ سَنَنْ
وَأُمُّهُ مِنْ آلِ ذِئْبِ بن حجن ... أزرق مهر النَّابِ صِرَارُ الأُذُنْ
أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاءِ وَالْبَدَنْ ... رَسُولٌ قِيلَ الْعَجَمُ يَسْرِي لِلْوَسَنْ
لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ وَلا رَيْبَ الزَّمَنْ ... تَجُوبُ فِي الأَرْضِ علنداة شَجَنْ
تَرْفَعُنِي وَجَنًا وَتَهْوِي بِي وَجَنْ ... حَتَّى أتى عاري الجاجئ وَالْقَطَنْ
⦗٩٩٣⦘ تَلُفُّهُ فِي الرِّيحِ بَوْغَاءُ الدِّمَنْ ... كَأَنَّمَا حُثْحِثَ مِنْ حِضْنِي ثَكَنْ
فَلَمَّا سَمِعَ شِعْرَهُ رفع رأسه وقال عبد المسيح علي جمل مشيح إِلَى سَطِيحٍ.
وَقَدْ أَوْفَى عَلَى ضَرِيحٍ بَعَثَكَ مَلِكُ بَنِي سَاسَانَ لارْتِجَاسِ الإِيوَانِ وَخُمُودِ النِّيرَانِ وَرُؤْيَا الْمُوبَذَانِ رَأَى إِبِلا ضِعَافًا تَقُودُ خَيْلا عِرَابًا قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَةَ وَانْتَشَرَتْ فِي بِلادِهَا يَا عَبْدَ الْمَسِيحِ إِذَا كَثُرَتِ التِّلاوَةُ وَظَهَرَ صَاحِبُ الْهِرَاوَةِ وَخَمَدَتْ نَارُ فَارِسٍ وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَةِ فَلَيْسَ الشَّامُ لِسَطِيحٍ شاما يملك منهم ملوك وَمَلِكَاتٍ عَلَى عَدَدِ الشُّرُفَاتِ وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ ثُمَّ قَضَى سَطِيحٌ مَكَانَهُ وَوَثَبَ عبد المسيح الغساني يقول:
شمر فإنك ماضي الْهَمَّ شِمِّيرُ ... لا يُفْزِعَنَّكَ تَفْرِيقٌ وَتَغْيِيرُ
⦗٩٩٤⦘ إِنْ يمس مَلِكُ بَنِي سَاسَانَ أَفْرَطَهُمْ ... فَإِنَّ ذَا الدَّهْرِ أطوار دهارير
فربما ربموا أضحو بِمَنْزِلَةٍ ... تَهَابُ صَوْلَهُمُ الأُسْدُ الْمَهَاصِيرُ
مِنْهُمْ أَخُو الصَّرْحِ بَهْرَامٌ وَإِخْوَتُهُ ... فَالْهُرْمُزَانُ وَسَابُورُ وَسَابُورُ
وَالنَّاسُ أَوْلادُ عَلاتٍ فَمَنْ عَلِمُوا ... أَنْ قَدْ أَقَلَّ فمحقور ومهجور
وهم بنوا الأُمِّ أَمَا إِنْ رَأَوْا نَشَبًا ... فَذَاكَ بِالْغَيْبِ مَحْفُوظٌ وَمَنْصُورُ
فَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَقْرُونَانِ فِي قَرْنٍ ... فَالْخَيْرُ مُتَّبَعٌ وَالشَّرُّ مَحْذُورُ
فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الْمَسِيحِ عَلَى كِسْرَى أَخْبَرَهُ بِقَوْلِ سَطِيحٍ فَقَالَ كِسْرَى: إِلَى أَنْ يَمْلِكَ مِنَّا أَرْبَعَةَ عَشَرَ ملكا قد كانت أمور قال: فملك مِنْهُمْ عَشَرَةٌ أَرْبَعَ سِنِينَ وَمَلَكَ الْبَاقُونَ إِلَى آخِرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ ﵁.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مَخْزُومِ بْنِ هَانِئٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِيهِ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو أَيُّوبَ يَعْلَى بْنُ عِمْرَانَ الْبَجَلِيُّ مَا كَتَبْنَاهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَهُوَ يَدْخُلُ فِي دَلائِلِ نُبُوَّةِ نَبِيِّنَا ﷺ.

(١) [[من طبعة السلفي والمخطوط]]
(٢) [[من طبعة السلفي والمخطوط، وفي المطبوع: بما]]

2 / 990