Fawaid
الجزء من فوائد حديث: أبي ذر عبد بن أحمد الهروي
Investigator
أبو الحسن سمير بن حسين ولد سعدي القرشي الهاشمي الحسني
Publisher
مكتبة الرشد
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٨هـ - ١٩٩٨م
Publisher Location
الرياض
٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ ﵀ قَالَ: حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْبَزَّازُ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثنا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ الْحُطَيْئَةَ مِنَ الْحَبْسِ، وَكَلَّمَهُ فِيهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَغَيْرُهُ، فَأَنْشَدَ الْحُطَيْئَةُ:
[البحر البسيط]
مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي أَمَرٍ ... زُغْبِ الْحَوَاصِلِ لَا مَاءٌ، وَلَا شَجَرُ
غَادَرْتَ كَاسِبَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ ... فَاغْفِرْ هَدَاكَ مَلِيكُ النَّاسِ يَا عُمَرُ
⦗١٢١⦘
أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي مِنْ بَعْدِ صَاحِبِهِ ... أَلْقَتْ إِلَيْكَ مَقَالِيدَ النُّهَى الْبَشَرُ
لَمْ يُؤْثِرُوَكَ بِهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا لَكِنْ ... لِأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِكَ الِإثَرُ
فَامْنُنْ عَلَى صِبْيَةٍ بِالزَّمِلِ مَسْكَنُهُمْ ... بَيْنَ الْأَبَاطِحِ تَغْشَاهُمْ بِهَا الْقِرَرُ
نَفْسِي فِدَاؤُكَ كَمْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمُ ... مِنْ عَرْضِ دَاوِيَةٍ يَعْمَى بِهَا الْخَبَرُ
قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ لَمَّا قَالَ: مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي أَمْرٍ؟ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَعْدَلَ مِنْ رَجُلٍ يَبْكِي عَلَى تَرْكِهِ الْحُطَيْئَةَ فَقَالَ عُمَرُ: " عَلَيَّ بِالْكُرْسِي، فَأُتِيَ بِهِ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِالطَّسْتِ عَلَيَّ بِالْمِخْصَفِ، عَلَيَّ بِالسِّكِّينِ، لَا بَلْ عَلَيَّ بِالْمُوسَى، فَإِنَّهَا ⦗١٢٢⦘ أَوْحَى، أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي الشَّاعِرِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ الْهُجْرَ، وَيُشَبِّبُ بِالْحُرَمِ، وَيَمْدَحُ النَّاسَ، وَيَذُمُّهُمْ بِغَيْرِ مَا فِيهِمْ قَالَ: مَا أُرَانِي إِلَّا قَاطِعًا لِسَانَهُ". فَقَالُوا: لَا، يَعُودُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَشَارُوا إِلَيْهِ، أَنْ قُلْ: لَا أَعُودُ، فَقَالَ: لَا أَعُودُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: النَّجَا، ثُمَّ قَالَ: " يَا حُطَيْئَةَ، كَأَنِّي بِكَ عِنْدَ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ بَسَطَ لَكَ نُمْرُقَةً، وَكَسَرَ لَكَ أُخْرَى، وَقَالَ: غَنِّنَا يَا حُطَيْئَةَ، فَطَفِقْتَ تُغَنِّيهِ بِأَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ". قَالَ أَسْلَمُ: فَوَجَدْتُ الْحُطَيْئَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدْ بَسَطَ لَهُ نُمْرُقَةً، وَكَسَرَ لَهُ أُخْرَى، وَقَالَ: يَا حُطَيْئَةَ، فَهُوَ يُغَنِّيهِ، فَقُلْتُ لِلْحُطَيْئَةِ: يَا حُطَيْئَةُ أَتَذْكُرُ قَوْلَ عُمَرَ، فَفَزِعَ، وَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ ذَلِكَ الْمَرْءَ، أَمَا لَوْ كَانَ حَيًّا مَا فَعَلْنَا هَذَا. قَالَ: وَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَكُنْتَ أَنْتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ
1 / 120