The Fatwa of Sheikh al-Islam on the Ruling of Those Who Change the Laws of Islam
فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام
تولى قضاء القضاة من كان أقرب إلى الزندقة والإلحاد والكفر بالله ورسوله بحيث تكون موافقة الكفار والمنافقين من اليهود والقرامطة والملاحدة والرافضة على ما يريدونه أعظم من غيره. ويتظاهر من شريعة الإسلام بما لابد له منه لأجل من هناك من المسلمين.
حتى أن وزيرهم هذا الخبيث الملحد المنافق صنف مصنفاً مضمونه أن النبي صلى الله عليه وسلم رضى بدين اليهود والنصارى وأنه لا ينكر عليهم ولا يذمون ولا ينهون عن دينهم ولا يؤمرون بالانتقال إلى الإسلام. واستدل الخبيث الجاهل بقوله: قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين (١). وزعم أن هذه الآية تقتضي أنه يرضى دينهم. وقال: وهذه الآية محكمة ليست منسوخة، وجرت بسبب ذلك أمور. ومن المعلوم أن هذا جهل منه، فإن قوله: لكم دينكم ولي دين ليس فيه ما يقتضي أن يكون دين الكفار حقاً ولا مرضياً له، وإنما يدل على تبرئه من دينهم، وهذا قال صلى الله عليه وسلم في هذه السورة إنها براءة من الشرك. كما قال في الآية الأخرى: فإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون (٢). فقوله: لكم دينكم ولي دين كقوله: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم وقد أتبع ذلك بموجبه ومقتضاه حيث قال: أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون. ولو قدر أن في هذه السورة ما يقتضي أنهم لم يؤمروا بترك دينهم فقد علم بالاضطرار من دين الإسلام بالنصوص المتواترة وبإجماع الأمة أنه أمر المشركين وأهل الكتاب بالإيمان به وأنه جاءهم على ذلك وأخبر أنهم كافرون يخلدون في النار.
وقد أظهروا الرفض ومنعوا أن نذكر على المنابر الخلفاء الراشدين وذكروا علياً وأظهروا الدعوة للإثني عشر الذين تزعم الرافضة أنهم أئمة معصومون، وأن أبا بكر
(١) سورة الكافرون.
(٢) سورة يونس: آية رقم ٤١.
25