Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Genres
فتغيظت الإمبراطورة شديد التغيظ وقالت: ألا تزال تزج جلالة الإمبراطور في هذه المسألة بعد أن صرحت لك عن إرادتي؟ - ليكن ما تشائين يا جلالة الملكة. - كفى كفى.
فانحنى الرجل أمامها وخرج مرتبكا، وذهب توا إلى داخل المسرح واستدعى مدام شراط قائلا: انزعي ملابسك حالا والبسي ما تشائين من ملابس الملعب الأخرى.
فذعرت المرأة قائلة: لماذا لماذا؟ - جلالة الإمبراطورة غير راضية.
فاكفهرت مدام شراط وارتبكت في الأمر وترددت قائلة: ماذا تقول؟ جلالة الإمبراطورة؟ - لا وقت الآن لقص التفاصيل، يكفي أن أقول لك اخلعي هذه الملابس إرضاء لجلالتها. - هل درى جلالة الإمبراطور بذلك؟ - ليس ذلك من شأن جلالته.
فتقطبت مدام شراط قائلة: ليس من شأن جلالته؟ إذن من شأن من هذا؟ لا نعلم بسلطة فوق سلطة جلالة الإمبراطور، يجب أن نستأذن جلالته في نقض إذنه، وإلا فتتحمل وحدك تبعة هذا النقض.
فتحير المدير واشتد ارتباكه، ثم خرج وأوعز إلى كبير أمناء الإمبراطور أن يستأذن له في مقابلة خاصة قبل رفع الستار عن الفصل الثاني، وفي دقيقة كان المدير في حضرة الإمبراطور وحده فقال: إن جلالة الإمبراطورة غاضبة لظهور مدام شراط بملابس من صنع المصنع الإمبراطوري الخاص، ويصعب جدا إبدال الملابس في أثناء التمثيل. فإذا كانت جلالتها تأذن بتأجيل إبدال الملابس منذ الليلة القادمة نمنع القال والقيل بشأن إبدالها النهائي.
فعبس الإمبراطور وفكر هنيهة ثم ابتسم وقال: استمروا في شغلكم وجلالة الإمبرطورة ترضى بما يرضى به الإمبراطور.
فانحنى مدير الملعب وخرج متنفسا الصعداء. وأما الإمبراطور فعاد إلى المقصورة وجلس إلى جانب الإمبراطورة، ولم تخف عليه كآبتها، وما هي إلا دقائق قليلة حتى ارتفع الستار عن الفصل الثاني واستؤنف التمثيل، ولو كان الإمبراطور إلى يسار الإمبراطورة لسمع ضربات قلبها وهي تنتظر ظهور مدام شراط.
وما طال الوقت حتى ظهرت مدام شراط بالثوب عينه الذي ظهرت فيه في الفصل الأول، فما كان من الإمبراطورة إلا أن نهضت على قدميها كأن قوة غير منظورة أوقفتها، وقالت: أود أن أرتاح في غرفتي يا سيدي. - عجبا! - إني تعبة غير مسرورة، إذا شئت يا سيدي أن تبقى فأذهب وحدي في حاشيتي.
وما تمهلت لحظة بل خرجت على الأثر حتى ارتبك الحرس، فخرج الإمبراطور آخذا بيدها وقال: الحرس إلى القصر.
Unknown page