244

Fath Rahman

فتح الرحمن في تفسير القرآن

Investigator

نور الدين طالب

Publisher

دار النوادر إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلَامِيّةِ

Genres

خرابًا إلى أن بناه المسلمون في أيامِ عمرَ بنِ الخطابِ ﵁، فأنزل الله تعالى الآية (١) ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾ (٢). ﴿أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ﴾ أي: على وجهِ التهيُّبِ، وذلكَ أنَّ بيتَ المقدسِ موضِعُ حَجِّ النَّصارى، ومحلُّ زيارتهم، قال ابن عباس: لم يدخلْها بعد عِمارتها روميٌّ إلا خائِفًا، لو عُلِمَ به، قُتِلَ. ﴿لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ عذابٌ وهَوان، قال قتادةُ: هو القتلُ للحربيِّ، والجزيةُ للذميِّ. ﴿وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ وهو النارُ. وقيل: نزلت في مشركي مكَةَ، وأراد بالمساجد: المسجدَ الحرامَ، منعوا رسولَ الله ﷺ وأصحابَه من حجِّهِ والصلاةِ فيه عامَ الحُدَيبيةِ، وإذا مَنَعُوا مَنْ يَعْمُرُهُ بذكر الله، فقد سَعَوْا في خرابه ﴿أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ﴾ يعني: أهلَ مكةَ، يقول: أَفْتَحُها عليكم حتى تَدْخلوها، وتكونوا أَوْلى بها منهم، ففتحَها عليهم، وأمرَ النبيُّ ﷺ مناديًا ينادي: "أَلاَ لاَ يَحُجَّنَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ" (٣)، فهذا خوفُهم، وثبتَ الشرعُ أن

(١) "الآية" سقطت من "ن". (٢) انظر: "تفسير الطبري" (١/ ٤٩٨)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ١٩)، و"تفسير البغوي" (١/ ١٠٧)، و"العجاب" لابن حجر (١/ ٣٥٩)، و"الدر المنثور" للسيوطي (١/ ٢٦٤). (٣) رواه البخاري (٣٦٢)، كتاب الصلاة، باب: ما يستر من العورة، ومسلم (١٣٤٧)، كتاب: الحج، باب: لا يحج البيت مشرك ...، عن أبي هريرة ﵁.

1 / 180