المعجمعة وَالْبَاء الموحّدة أَي خدعه وأضلّه، وَمِنْه قَوْلهم: "بَرْقٌ خُلَّبٌ"١ إِذا لم يعقبه مطر، و"لَا خِلابَةَ"٢ أَي لَا خداعة، لَكِن قَالَ الشَّارِح: مُقْتَضى الصِّحَاح والقاموس أَن سينه أَصْلِيَّة؛ لِأَنَّهُمَا أورداه فِي السِّين لَا الْبَاء.
وَمِنْهَا سَفْعَلَ٣:
بِزِيَادَة السِّين فِي أوّله للإِلحاق بفعلل الرباعي أَيْضا نَحْو: سَنْبَسَ فِي سيره بِمَعْنى أسْرع، وَأَصله نَبَس٤ أَي تحرّك ونطق.
وَالتَّاء فِي قَوْله (تَدَحرَجَتْ) تَاء التَّأْنِيث الساكنة كَمَا تقدّم، وتسكين آخر خَلْبَسْ للضَّرُورَة٥ وَأما قَوْله: (اتَّصَلا) فَلَيْسَ بمثال بل كمّل بِهِ القافية، لِأَن وَزنه افْتَعَلَ كاعْتَدَلَ [٣١/ ب] وَقد تقدّم، وَتَقْدِيره واتّصَلَ توَالَى مَعَ تَولَّى وَمَا بعدهمَا بِمَا قبلهمَا.
١ - جمهرة الْأَمْثَال: ١/٢١١ وَهُوَ فِيهِ: برق الخلّب وَفصل الْمقَال لأبي عبيد الْبكْرِيّ: ١١٢، وَمجمع الْأَمْثَال للميداني:١/٤٦ وَهُوَ فيهمَا: إِنَّمَا هُوَ كبرق الخلب.
٢ - جُزْء من حَدِيث نبوي شرِيف أخرجه أَبُو دَاوُد من طَرِيق ابْن عمر فِي سنَنه فِي كتاب الْبيُوع بَاب يَقُول الرجل فِي البيع لَا خلابة ٣/٧٦٥، وَأخرجه أَحْمد فِي مُسْنده ٢/٧٢ عَن ابْن عمر قَالَ: "ذكر رجل للنَّبِي ﷺ يخدع فِي البيع فَقَالَ لَهُ: "من بَايَعت فَقل لَا خلابة" الحَدِيث.
٣ - فِي ح مستفعل.
٤ - فِي ح وف (وَأَصله من سِنْبِسٍ)، فَيكون الأَصْل والمزيد بِلَفْظ وَاحِد.
٥ - يَسْتَقِيم الْوَزْن دون ضَرُورَة بِجعْل خلبس فعل أمرٍ بدل اعْتِبَاره فعلا مَاضِيا.