Al-Fatḥ al-Mubīn bi-sharḥ al-Arbaʿīn
الفتح المبين بشرح الأربعين
Publisher
دار المنهاج
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م
Publisher Location
جدة - المملكة العربية السعودية
Genres
كلب) (١)، وخبر: (أنه تعالى يغفر ليلتها لجميع خلقه إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ) (٢)، على أن هذه الثلاثة ضعيفةٌ بالمرة، وإن أخرج الأول الترمذي (٣)، ومن ثَمَّ قال ابن العربي رحمه اللَّه تعالى: (ليس فيها حديثٌ يساوي سماعه) (٤).
نعم؛ أخرج البيهقي أنه ﷺ صلى ليلته وقال: "في هذه الليلة يكتب كل مولودٍ وهالكٍ من بني آدم، وفيها تُرفع أعمالهم، وتنزل أرزاقهم"، وأنه قال: "إن للَّه تعالى في هذه الليلة عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب" (٥) قال: (وفي إسنادهما بعض من يجهل، وإذا انضم أحدهما إلى الآخر. . أجدى بعض القوة) اهـ
ولا شاهد فيهما، وإن أجدى بعض القوة؛ إذ ليس فيهما صلاة مخصوصة، وقيام الليل سُنَّةٌ مطلقًا، فصلاته ﷺ فيها كصلاته في غيرها؛ فإنه كان لا يتركها لوجوبها عليه (٦).
ومنه: الوقود ليلة عرفة، والمشعر الحرام، والاجتماع ليالي الختوم آخر رمضان، ونصب المنابر والخطب عليها؛ فيكره ما لم يكن فيه اختلاط الرجال بالنساء؛ بأن تتضامَّ أجسامهم؛ فإنه حرامٌ وفسقٌ.
قيل: ومن البدع: صوم رجب، وليس كذلك، بل هو سنةٌ فاضلةٌ، كما بينتُه في "الفتاوى" وبسطت الكلام فيه (٧).
وقولُ بعض الشافعية: منها: مداومة الإمام على قراءة (السجدة) و(هل أتى)
(١) أخرجه الترمذي (٧٣٩)، وابن ماجه (١٣٨٩)، والإمام أحمد (٦/ ٢٣٨) عن أم المؤمنين سيدتنا عائشة ﵂.
(٢) أخرجه ابن حبان (٥٦٦٥)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ١٠٨)، والبيهقي في "الشعب" (٣٥٥٢) عن سيدنا معاذ رضى اللَّه عنه.
(٣) كذا في النسخ، ولعل الصواب: (الثاني) بدل (الأول).
(٤) عارضة الأحوذي (٣/ ٢٧٥).
(٥) انظر "شعب الإيمان" (٣٥٥٤) وما بعده.
(٦) قوله: "لوجوبها عليه" كما كانت واجية علينا في صدر الإسلام ثم نُسخ وجوبها، وهل نسخ أيضًا في حقه ﷺ أو لا؟ خلاف، والراجح: الأول. اهـ هامش (غ)
(٧) انظر "الفتاوى الكبرى الفقهية" (٢/ ٥٣ - ٥٤).
1 / 226