214

Fath Cala Abi Fath

الفتح على أبي الفتح

Investigator

عبد الكريم الدجيلي

Publisher

دار الشؤون الثقافية العامة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٩٨٧ م

Publisher Location

بغداد - العراق

وما المرء إلا كالشهاب وضوؤه ... يعود رمادًا بعد إذ هو ساطع ثم قال وأقول: إن التشبيه بما محال. وإنما وقع التشبيه في هذه المواضع التي ذكرها بحروفه. فإذا قال: وما المرء إلا كالشهاب، فإنما الفيد للتشبيه الكاف. وإنما (ما) النفي. نفت ان يكون المرء كالشهاب. وإذ قال: وما هند إلا مهرة. فان (ما) دخلت على ابتداء وخبر. وكان الأصل: هند مهرة عربية. وهو في تحقيق المعنى عائد إلى تقريب التشبيه. وأم كان اللفظ مباينا للفظه. ثم نفى أن يكون إلا كذلك فليس بمنكر أن تنسب التشبيه إلى ما إذا كان له هذا الأثر. وباب الشعر أوسع من أن يضيق عن مثله. فهذا قاض من قضاة المسلمين يحكي هذه الحكاية عن أبي الطيب. فأي الحكايتين نجعلها الصحيح، وننفي أختها. وهل ترى نفسك إلى الثانية أميل منها إلى الأولى. والله تعالى علام الغيوب. والذي عندي ما أقوله: وهو فائدتي من الشيخ أبو العلاء المعري. وليس مما استنبطته. وهو أن تكون (ما) التي تصحب كأن، إذا قلت: كأنما ريد الأسد. ألا ترى إنها كثرت حتى تكلم النحويون فيها إذا حالت بينها وبين الاسم، وقصروا عليها فصولا كثيرة من كتب النحو. وقد صارت في لغة قوم لازمة لكأن حتى ما تفارقها. وما عمدي ان أبا الطيب أراد غيرها. والله تعالى اعلم بالغيب. له مثل هذا البيت أيضًا قوله: صغَرتْ كل كبيرةٍ وكبرتْ عن ... لكأنه وعددت سِنَّ غلامِ

1 / 248