229

Fatḥ Allāh al-Ḥamīd al-Majīd fī sharḥ kitāb al-tawḥīd

فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

Genres

قوله: قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فأعادا أي عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل على أبي طالب: أترغب عن ملة # عبد المطلب، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب. فمات على خاتمة السوء نعوذ بالله منها. قلت: وفي هذا أبين دليل على أن جليس السوء يردي بجليسه طبعا وخلقا ودينا كما قيل:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... وكل قرين بالمقارن يقتدي

وأحسن من ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " المرء يحشر على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" 1. وقوله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب" 2.

الحاصل أن جلساء أبي طالب أردوا به وتسببوا عليه بالشر فغلبت على أبي طالب الشقاوة، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فلما أيس منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولها قال صلى الله عليه وسلم: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك". وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم مأمور منهي فأنزل الله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة: 113] . وأنزل الله في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: 56] .

Page 278