كذلك توحيد القيادات الفكرية والسياسية، حيث اعتمدت على آراء العلماء المختصين، فكان للسلطان نور الدين مجلس دوري يلتقي فيه القادة العسكريون مع العلماء المختصين (^١).
انتشرت المدارس النورية والصلاحية في العالم الإسلامي أكثر من أي فترة زمنية مرت على العالم من قبل، فقد بنى الملك نور الدين كثيرًا من مكاتب الأيتام لتعليمهم الخط والقراءة، وشيد كثيرًا من المدارس مثل المدرسة الحلاوية في حلب وهي من أعظم المدارس صيتًا وأكثرها طلابًا، كذلك المدرسة النورية الصغرى، ومدرسة جامع القلعة، والمدرسة العمادية نسبةً لمدرسها العماد الأصفهاني، والمدرسة الصلاحية، والمدرسة العادلية في حلب، والنورية الكبرى (^٢)، وكان عهد الملكين نور الدين وصلاح الدين من أكثر العهود انتشارًا للمدارس، وكان ابن الشيخ عبدالقادر واحدًا من هؤلاء المدرسين في هذه المدارس، ومن المستشارين المؤتمنين الإمام موفق الدين عبدالله بن قدامة المقدسي (^٣) الذي كان مسشارًا لدى السلطان صلاح الدين، وعلمًا من أعلام الفقه الحنبلي.
كان أعظم إنجازٍ حققه الملك الناصر صلاح ومازال في صحيفته هو تحويل الأزهر إلى جامعةٍ سنية تدرس مذاهب أهل السنة بعد أن أنشأه الفاطميون لتدريس مذهبهم الفاطمي.
كذلك انتشرت دور القرآن والحديث والأربطة (^٤) وأجرى عليها أوقافًا ماتزال إلى يومنا هذا.